كنت عروس
لا زال بعض النواب يهدد بالنزول والاستمرار في إقامة الندوات في ساحة الإرادة وذلك اعتراضاً على تعديل الدوائر ويطالبون بإمارة دستورية، وطالبوا بخمس مطالب مقابل الخمس دوائر وهي رفض استمرار مجلس 2009 م وتفرد السلطة بتعديل الدوائر وإقحام القضاء في الخلافات السياسية والمطالبة بنظام برلماني متكامل وحكومة شعبية ودائرة واحدة بنظام التمثيل النسبي.
بلاشك أننا نهتم ككويتيين بمثل هذه المطالبة إلا أننا نحن من قام بإيصال خمسون نائباً ليمثلنا تحت قبة عبد الله السالم وليس ساحة الإرادة التي أصبحت ساحة للخلافات مع السلطة التنفيذية أو الحكومة فكل من لديه خلاف مع وجهة ذهب لينادي بمطالبه في تلك الساحة، وكأن ساحه الإرادة مقام مبارك فيه تطبق كل المطالبات.
شهور عده مضت على مجلس 2012 م ولم يقم نائب واحد بمطالبة مطلب واحد من تلك المطالب التي ينادون بها في ساحه الإرادة فقد اشتغلوا بمصالحهم الخاصة وأجنداتهم وأجندات أحزابهم وتكتلاتهم، فلماذا لم يسجل المجلس تلك المطالب ويحرص النواب علي التصويت عليها؟ فلما وقع الفاس بالرأس خرجوا إلى ساحه الإرادة مهددين ومتوعدين.
إختلفت التصاريح من نائب إلى آخر ومن ناشط سياسي إلى “لاشط سياسي” متوعدين الحكومة الضعيفة بالانصياع إلى مطالبهم وأوامرهم، كنت أتمنى كمواطن كويتي أن تكون مطالب النواب تصب في مصلحة المواطن فكفانا طلاسم ورموز وضحك علي عقول المواطنين الذين ليس لهم بعد الله إلا خمسون نائب حر، كان من المفترض أن ينادون بصوت عال وصوت واحد نعم لإسقاط القروض، نعم لحل قضية منتظرين الوظائف في ديوان الخدمة، نعم للبطالة، نعم لحل قضية المعاقين العالقة بيد التمار، نعم لقضية البدون، نعم للارتقاء بالتعليم، نعم لتحسين الخدمات الصحية، نعم للإسكان بعيداً عن الانتظار لسنوات، نعم ونعم ونعم، لكن لا حياة لمن تنادي، فلو حكم عقله كل شخص خرج لساحه الإرادة لعرف أين هي مطالب الشعب؟ أين هي هموم الشعب؟ أين هي من المطالب الخمس التي ينادي بها بعض النواب اليوم في ساحة “القرادة” وليست الإرادة.
يا أسفي علي أبناء بلدي البعض منهم أصبح تبع لبعض النواب سواء كان أخ لنائب أو ابن عمه أو ممن كان لذلك النائب فضلاً عليه، حكموا عقولكم ولا تصبحوا تبع، فلو كانت ساحه الإرادة بنوابها ينادون بمطلب واحد للمواطن لتنتشله من همومه ومشاكله لكنا أول من يجلس في ساحه الإرادة لأيام حتى يتم فيها تحقيق مطالبنا، لكن يا أسفي علي بلدي عروس الخليج فلا أقول إلا (كنت عروس) ..!
جابر المرد ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @almerd202