تراثنا الحديث
ليس كل ما يطلق عليه تراث يعتبر فقط قديم جداً وغابر، فهناك ما يسمى “تراث حديث” يمثل حقبة زمنية تختزل فيها ذكريات وأحداث مهمة وجب المحافظة عليها، ولتصاميمها المعمارية أيضاً رمزيتها المستقلة ولا تقل أهمية عن أي معايير أخرى وطنية لتصبح في ذلك تراث إنساني يختزل فيه اختصار فترة زمنية مهمة في تاريخ الوطن.
شهدنا في السنوات القليلة السابقة عمليات هدم لإنشاءات معمارية تمثل رمزية تاريخية في تاريخ الكويت الحديث، كسينما الأندلس بحولي والتي أقيمت فيها أرقى الحفلات الغنائية العربية في ستينات القرن الماضي، ومجمع الصوابر السكني بتصميمه المعماري المدرج كأول مشروع سكني في قلب العاصمة الكويت، والمدينة الترفيهية وصالة التزلج والنافورة الموسيقية .. وصولاً لقصر العدل فتصاميمها ورمزيتها في وجدان المجتمع الكويتي كبيرة وعليه الأخذ بالأهمية لأي عملية هدم وإنشاء أي جديد.
نعم فالجميع يطالب بالمشاريع التنموية تنقل بالوطن من حالٍ إلى حال، متسايراً مع تقدم المجتمع الدولي، ولكن يحافظ في نفس الوقت يتمسك على إرثه الحضاري وما يمثله من رمزية تاريخية لمجتمع إنساني يفتخر به أجيالهم المتلاحقة فهو الثروة الحقيقية للوطن وشاهد زمني له، ولكي لا نكون مجرد حالة عابرة.
••
محمد محمود عاشور – كاتب صحفي
Twitter: @ashoorq8