الظلم ساعة .. والنصر أبدي
شعورك بالظلم لا يعني أنّك قد خسرت كل شيء، فيوسف – عليه السلام – ظلم من إخوته ورمي في البئر، ثم عمل كعامل وأبوه يعقوب، ثم ظُلِم ثم سُجن، وأصبح بعد ذلك عزيز مصر، فلا تستبعد شيئاً على الله وهو القائل في كتابه وفي سورة يوسف تحديداً: “إنهُ لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون“، فكن واثقاً بأنّ النصر وإنْ طال وكان الحق معك فإنك لمن المنتصرين، فالله – عز وجل – يقول في كتابه العزيز: “وينصرك الله نصراً عزيزاً“.
إنّ الظالم وإنْ شعر بنشوة انتصار ظلمه المؤقت لا بد وأنْ تضيق به السبل؛ لأن الله لا يضيع أجر أحد أو حق أحد، ويكفي في معركة الظلم مع الحق أنّ الناس يعرفون غالباً من الظالم ومن المظلوم، حتى وإنْ التزموا الصمت لاعتبارات محددة، فما كان للظالم اليوم سيكون غداً عليه، أوَ ليس الله القائل في سورة آل عمران: “إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين“، فقد حرّم الله الظلم على نفسه، ووعد الظالمين بالعدالة، وأوضح بأنّ الظالمين لا يحبهم، وإنّ وعد الله حق، وإنّ نصره لقريب.
لا تيأس فعبر الله كفيلة يا قارئ التاريخ، وكن على يقين، واعمل ترجمةً لقوله تعالى: “إنا لا نضيع أجر من أحسن عملاً“. قد لا أكون ملماً في الأمور الدينية، ولكني تتلمذت على حفظ القرآن الكريم ووعوده منذ نعومة أظافري، ومن ترعرع على كتاب الله لن يضيعه الله القائل في الحديث القدسي: “يا عبادي إنّي حرّمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرماً“، فكن على ثقة بالله وإنْ طال الزمان، فمن نصر يوسف، وأعاد عين يعقوب، وهزم أعداء إبراهيم كفيل بأنْ يعيد لك حقك في كل شيء.
ثق بربك، فلا هزيمة مع الله، ولا نصر مع الشيطان، ففرعون هزمته عصا موسى، ومحمد – صلى الله عليه وسلم – هزم الباطل بكلمة الحق، فسبحان من قال: “وقل جاء الحق وزهق الباطل إنّ الباطل كان زهوقاً“، والحمد لله رب العالمين.
••
محمد ظافر العراده – رئيس التحرير
Twitter: @malaradah