قلم الإرادة

مشروع مرسوم بقانون بتجريم الواسطة

   الكويت وبفضل من الله من خير البلاد في العالم ليس بشهادتي لأن شهادتي مجروحة بها لأنها حبي الأول والأخير ولا بشهادة مواطنيها، ولكن بشهادة قاطنيها من غير المواطنين. فبعض الأخوة العرب على استعداد لبذل النفس والنفيس في سبيل القدوم الى الكويت مما يوقعهم فريسة سهلة بأيدي ضعاف النفوس، والشواهد على ذلك كثيرة؟

وحلفاء الكويت من مواطني الدول العظمى وسواها لا يفوتون فرصة للقدوم والعمل بالكويت، ففيها فقط يتمتعون بدخولهم ورواتبهم كاملة دون ضرائب، وفيها فقط يمكن أن يكون لديه سائق وخادمة لخدمته وما كان ليحلم بذلك في وطنه.

وحتى إخوتنا من عديمي الجنسية بذل بعضهم حياته لخدمة هذه الأرض فاستشهد من استشهد وأسر من أسر فاستحقوا الجنسية واكتفى بعضهم بالمطالبة بالحقوق الأساسية حباً وتشبثاً بهذه الأرض ففيها ولدوا ترعرعوا وتعلموا وتطببوا وتاجروا واستثمروا وسكنوا وتظاهروا دون أن يتجرأ كائن من كان أن يطلب منهم مغادرة الكويت. بينما في بورما يقتل المسلمين أو يحجزوا في معسكرات اللاجئين لأن الدولة لا تعتبرهم مواطنين وإنما بدون. وما كان لأحد أن يتجرأ ليمس شعرة منهم في الكويت.

 

البركة التي حاطت الكويت في انزلاق والخدمات الأساسية في انهيار. فلا خلاف على أنهيار مستوى التعليم والخدمات الصحية وزعزعة البيئة التجارية والاستثمارية. كل هذا التدهور لا يمكن أن نعزوه إلا للواسطة التي هي لب الفساد. فبسبب الواسطة هاجرت الكفاءات أو أحبطت الى درجة توقفت عن الإبداع.

فلا تفكرن اليوم في تقلد منصب قيادي ما لم تكن من رواد الديوانية أو من منتمي هذا التيار أو ذاك. ومع الأسف فإن الأسماء المرشحة لتولى المناصب القيادية هي معروفة سلفاً في الكويت، فقل لي من الوزير أقل لك من سيتولى المناصب القيادية في وزارته، وهو أمر فيه احتقار للجان المقابلات ولجميع المرشحين الذين ينافسون اعتقادا منهم بكفاءتهم. بل وصل أمر الواسطة في الكويت إلى حد سحب أسماء مستحقة من مشاريع مراسيم تجنيس وإقحام أسماء غير مستحقة.

 

فلا يمكن للكويت أن تنهض من كبوتها ما لم يتم القضاء على داء الواسطة وأيسر السبل لذلك الاستعانة بصاحب الأمر ووليه باستصدار مرسوم أميري بتجريم الواسطة ومعاقبة طالبها وملبيها ومنفذها باقصى العقوبات . فلنكثر من الدعاء ونلح فيه على الله أن يمد ولي أمرنا بالبطانة الصالحة التي تصل بكفاءتها وأن يتولى البطانة السيئة بالإقصاء وهي التي كان مدخلها الواسطة وليس الكفاءة . فالكويت جميلة وتستاهل الأفضل .

 

د. عيسى حميد العنزي ـ رئيس قسم القانون الدولي في جامعة الكويت ومحامي أمام محاكم التمييز والدستورية

 

Twitter: @DrEisaAlEnezy

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى