الأرقام تتهاوى أمامه
الجدية، الانضباط، الالتزام، العزيمة، الإصرار، التركيز، النظام الغذائي، الطموح، تدريب صارم، تحدي النفس والذات لا يشبع من تحطيم الأرقام وكأنه يقول لم أنتهي من العد بعد، أمر اعتيادي بالنسبة له مستحيل لغيره، أرهق التاريخ وما زال لا يغلق صفحاته.
أشبع بالحديث والكتابة عن حياته وأرقام داخل المستطيل الأخضر ولكنه يفرض نفسه في كل حدث يشارك فيه لأنه يصنع الحدث أينما حل وارتحل، لا يمكن سرد كل الأرقام الذي سجلها في سطور قليلة، صاروخ ماديرا كريستيانو رونالدو آخر إنجازاته كسر الرقم القياسي التاريخي لعدد الأهداف على مستوى المنتخبات، في 12 يونيو 2004 قص شريط أهدافه مع منتخب البرتغال ضد اليونان في مرحلة المجموعات في اليورو، وتاريخ 1 سبتمبر في الجولة الرابعة من تصفيات أوربا المؤهلة لمونيدال قطر 2022 بعد مباراة دراماتيكية وأضاع فيها الدون ضربة جزاء ولكنه دائماً ما يريد أن يكون هو الحدث، بعد تأخر البرتغال بالنتيجة حتى الدقائق الأخيرة من المباراة وبالتحديد دقيقة 89 سجل الهدف الأول وقبل صافرة الختام يضيف الثاني ليحرز لمنتخبه نقاط ثمينة في التصفيات ويتربع على عرش هدافي العالم بــ 111 هدف متجاوز رقم علي دائي 109.
البداية سبورتينع لشبونة، بزوغ النجومية في الشياطين الحمر وإنجازات وألقاب، مع ريال مدريد كتب في عقد من الزمن تقريباً حقبة جديدة للملكي مع حصد الألقاب ومزيد من تحطيم الأرقام، في يوفنتوس لم تدم الرحلة أكثر من 3 سنوات لكن حطم أيضاً مجموعة من الأرقام أهمها تسجيله 37 هدف بموسم 2019 / 2020 بكافة البطولات ليصبح الهداف التاريخي للنادي بموسم واحد، لاعب يفوز ببطولات الدوري في إنجلترا واسبانيا وإيطاليا وتصدر لقائمة الهدافين في هذه الدوريات الكبرى، مع المنتخب البرتغالي حقق بطولة أمم أوربا 2016 ودوري الأمم 2019، والآن الأكثر تهديفاً مع المنتخبات ويقترب جداً من أن يصبح عميد لاعبي العالم الأكثر خوضاً للمباريات مع المنتخب.
وقال النجم الأرجنتيني كارلوس تيفيز الذي زامل كريستيانو رونالدو في مانشستر في فترة رونالدو الأولى مع الفريق، “رونالدو يقضي اليوم كله في الجيم، إنه هاجس يستحوذ عليه، أتذكر أننا كنا بحاجة للذهاب للجيم للتدريب في الساعة 9 من صباح يوم ما ووصلت إلى هناك في 8 ووجدته، وحاولت في المرة التالية أن أصل في 7:30 ووجدته أيضاً في ذلك التوقيت، وفي مرة أخرى بذلت جهدي لأصل هناك في الساعة 6:30 لكنني وجدته هناك أيضاً.
كريستيانو الاستمرارية والتألق والتعملق مع مرور السنوات وكأن العمر مجرد رقم، عندما تعاقد يوفنتوس معه كشف طبيب الفريق أن نتائج الفحوصات الحيوية تشير إلى لاعب سنه 22 عاماً، مثال للاحترافية الكاملة.
وعاد من حيث بدأ وانفجار النجومية عاد لمانشستر يونايتد وحصل على استثناء من الدوري الإنجليزي وتغيير رقم اللاعب رغم بداية الموسم، بتغيير رقم كافاني 21 ومنح رونالدو الرقم 7، الدون حكاية أرقام خالدة في عالم الساحرة المستديرة.
••
عبد العزيز الدويسان – كاتب في صحيفة الإرادة
Twitter: @aziz_alduwaisan