قتل المعتقلين واغتصاب الناشطات.. انتهاكات الحوثيون خلال سنوات حكمهم
عبد الرب الفتاحي – الإرادة:
مارست جماعة الحوثي منذ سيطرتها على اليمن، انتهاكات واسعة استهدفت المعارضين لها ولطريقة حكمها، ونفذت عمليات اعتقالات بحق مدنيين وصحفيين، وتتبع الجماعة نهج عنيف لكل من ينتقد ممارساتها وطريقة حكمها.
في بداية شهر أغسطس الحالي تعرض الدكتور محمد نعيم لعملية اغتيال، عندما كان في سيارته في مدينة صنعاء.
عملية تصفية نعيم جاءت بعد يوم من تغريدة له يطالب بزيادة المرتبات، نتيجة للظروف التي يعانيها الأكاديميين في جامعة صنعاء خاصة تدني مرتباتهم وانقطاعها.
وأرجع الكثير من المحللين السياسيين وقتها، أسباب الاغتيال على أنها عملية منظمة ترتبط بموقف الدكتور محمد نعيم، والذي طالب بتحسين ظروفهم المعيشية وهذا ماجعل جماعة الحوثي تسارع في التخلص منه باعتباره يحرض على سياستها.
والدكتور محمد نعيم هو أستاذ العمارة بكلية الهندسة في جامعة صنعاء، واتهم ناشطين سياسيين جماعة الحوثي على أنها من تقف وراء تصفية الدكتور.
انتهاكات مروعة
الناشطة سميرة عبد الله الحوري أكدت أنها تعرضت في عام 2019م للاختطاف من بين أهلها، من قبل مجندين ومجندات الحوثي وتم إخفائها قسرياً بقبو لمدة ثلاثة أشهر.
وتقوم جماعة الحوثي بتنفيذ حملات اعتقالات، لكل من يعارضها وتضعهم في السجون التابعة لها في العديد من المحافظات.
كما اعترفت تقارير دولية، باعتقال النساء من قبل الحوثيين، واغتصابهن داخل سجونهم.
وكشف تقرير فريق الخبراء المعنيين باليمن والتابع لمجلس الأمن أن الكثير من النساء اليمنيات المعتقلات، تعرضن لعمليات تعذيب واغتصاب لدى الحوثيين.
وأشارت مصادر حقوقية أن هناك 400 امرأة في السجون الحوثية.
وتحتحز جماعة الحوثي الشابة انتصار الحمادي، وهي شابة في العشرينات وتعمل عارضة أزياء منذ شهر فبراير من هذا العام.
وتحدث لؤي جلال العزعزي ناشط في منظمة العفوا الدولية، في شهر مايو الماضي أن انتصار الحمادي مع زميلات لها تعرضن للضغط، من قبل البحث الجنائي التابع للحوثيين لوضعهن في خلية دعارة مقننة وشبكة جاسوسية منظمة.
وكشف القاضي عبد الوهاب قطران أن انتصار الحمادي، أجبروها على التوقيع على مستندات واعترافات وهي معصبة العينين.
تجاوزات فظيعة
ويتعرض المعتقلين في سجون الحوثي، لانتهاكات واسعة منذ سنوات من اعتقالهم.
وتحدث معتقلون خرجوا من السجون لـ “صحيفة الإرادة” عن طرق التعذيب التي حدثت لهم، في السجون على يد القوى التابعة للحوثيين.
ووصف معتقلون ما جرى لهم في سجون الحوثيين بالمروع، حيث استخدم الحوثيين طرق قاسية سواء ضربهم ووضعهم في مساحات ضيقة، واستخدام الكهرباء وصعقهم وربطهم على سقوف السجون على أقدامهم، وضربهم على صدورهم ووجوههم، وتوفى الكثير من المعتقلين من شدة التعذيب الذي حصل لهم.
منظمة العفو الدولية كشفت في تقرير لها في شهر مايو من هذا العام، أن الحوثيين شنوا منذ عام 2015م حملة من أعمال القبض والاعتقال، بصفة تعسفية ضد أفراد يمارسون حقهم في التعبير والرأي، والمعتقد الديني بسبب اعتبارهم معارضين للحكم الحوثي.
وقالت منظمة العفو الدولية أن الحوثيين استهدفوا في حملاتهم الصحفيين، والمدافعين عن حقوق الإنسان والمعارضين السياسيين وأتباع الأقليات الدينية وغيرهم.
تعذيب حتى الموت
وزارة الشؤون القانونية وحقوق الإنسان اليمنية، أعلنت في الشهور الماضية أن 350 حالة قتل تحت التعذيب حدثت، في سجون ميليشيا الحوثي خلال عامين الماضيين.
وأشارت الوزارة أن 1635 حالة تعذيب ،وقعت في العامين الماضيين، مما أدى لمقتل 350 حالة تحت التعذيب.
ووصل عدد النساء التي تعرضن للتعذيب الموت 33 امرأة مختطفة.
ويخضع المعتقلين لصنوف شتى من مستويات التعذيب! التي تحدث لهم في سجون الحوثيين، والتي يسعى فيها المحققون الحوثيين لإجبار المعتقلين، على الاعتراف بالاتهامات التي تصدر ضدهم.
رابطة أمهات المختطفين اليمنيين، أكدت في شهر سبتمبر في عام 2020م عن وفاة ما يقارب 83 معتقل، في سجون الحوثيين وإصابة عشرات المعتقلين والذين تم الإفراج عنهم وقد أصيبوا بأمراض نفسية وبدنية.
مخالفات جسيمة
توفيق الحميدي رئيس منظمة سام اعتبر ما يقوم به الحوثيين، أنه يمثل انتهاك خطير ويدخل ضمن القضاء الشامل، التي تجيز قوانين كثير من الدول ملاحقة مرتكبيها.
وأرجع الحميدي ممارسات الحوثيين في زيادة تجاوزاتها، كون الجماعة تستهدف أي صوت تشك في ولائه أو تأثيره.
وقال: “جريمة التعذيب في الصراعات المسلحة، تعتبر جريمة جسيمة في إطار اتفاقيات جنيف الأربع، والبرتوكول الإضافي وكذلك اتفاقية مناهضة التعذيب، وغيرها من ضروب المعاملة غير الإنسانية”.
وأضاف البروتوكول الإضافي الثاني نص على أن انتهاك الكرامة الشخصية، وبوجه خاص المعاملة المهينة والمحطة من قدر الإنسان، في النزاعات المسلحة الدولية، تُشكل هذه الأعمال مخالفات جسيمة في النزاعات المسلحة غير الدولية.
وأعرب رئيس منظمة سام الحقوقية أن جماعة الحوثي، سعت من خلال جرائمها إلى إسكات الخصوم ونشر الرعب في أواسط الناس، خاصة في فترة سيطرتها الأولى.