قلم الإرادة

الفوارق الجوهرية بين طالبان الديوبندية ودعوة محمد بن عبد الوهاب السلفية

يدّعي أحد الكتّاب البريطانيين المرموقين بأن ⁧‫طالبان‬⁩ نتاج فكري عن دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب، وهذا الإدّعاء قطعاً غير صحيح جملةً وتفصيلاً، فالإمام محمد بن عبد الوهاب ينتمي لمذهب أهل السنة والجماعة على المنهج السلفي، بينما حركة طالبان يتبعون المدرسة الديوبندية وهي تتبع المنهج الماتوريدي وليس المنهج السلفي، وهنا سأذكر بعض الفوارق الجوهرية بين ماتوريدية طالبان وسلفية الوهابية:

‏1- يقدّم (الماتوريديون/ ⁧‫طالبان‬⁩) إدراك العقل على نصوص النقل أي القرآن والسنة، حتى في أمور التوحيد والغيبيات بينما السلفيون يقدمون النقل أي نصوص القران والسنة على إدراك العقل.

بمعنى: لو تضارب إدراك العقل لدى السلفيين مع نص قرآني صريح، يقدّمون نص القرآن الصريح على إدراك العقل.

‏2- لا يقسّم الماتوريديون التوحيد كتقسيم السلفيين، فالسلفيون يقسمون التوحيد كالآتي:
‏أ- توحيد الألوهية.
‏ب- توحيد الربوبية.
‏ ج- توحيد الأسماء والصفات.

‏بينما يقسم الماتوريديون التوحيد إلى:
‏أ- توحيد في الذات.
‏ب- توحيد في الصفات.
‏ج- توحيد في الأفعال.

‏3- يعتقد السلفيون بإثبات كل صفات الله له على معناها الظاهر، بما يليق بجلال الله مع تنزيه الله عن المماثلة والسلامة من التحريف والتعطيل والتكليف، فلا تُمثّل أو تُشبّه صفة من صفات الله بصفة المخلوق، بينما يثبت الماتوريديون لله ثمان صفات فقط، ويأوّلون باقي الصفات أويعطلونها

‏4- يعتقد السلفيون أن الإيمان يزيد وينقص، بينما يعتقد الماتوريديون أن الإيمان ثابت لا يزيد ولا ينقص، كما يعرّف السلفيون الإيمان بأنه تصديق بالجنان وقول باللسان، وعمل بالجوراح والأركان، بينما لا يعتقد الماتوريديون أن العمل شرط من شروط كمال الإيمان وإنما يكتفون بجعل الإيمان تصديق فقط.

وبناءً على هذه الفوارق الجوهرية الظاهرة والثابتة بين دعوة الإمام محمد بن عبد الوهاب، والمندرجة تحت مذهب أهل السنة والجماعة على المنهج السلفي، فإنه لا يمكن القول بأن ⁧‫طالبان‬⁩ الديوبندية الماتوريدية نتاج طبيعي عن الدعوة الوهابية التي يعتقد إمامها محمد بن عبد الوهاب وشيوخها اللاحقون بـ “تبديع الماتوريدية/ طالبان”!!!

••

عبد الله خالد الغانم – كاتب ومحلل سياسي

Twitter: @akalghanim11

https://twitter.com/akalghanim11/status/1426851326084984835?s=21

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى