مستقبل طالبان في حكم أفغانستان
حتى نستطيع تقييم كيف ستكون شكل علاقاتنا كدول خليجية مع أفغانستان إذا أصبحت تحت حكم طالبان بالكامل فعلينا أولاً أن نفهم شكل علاقة طالبان مع القاعدة مستقبلاً، فهل ستسمر طالبان بإيواء القاعدة وحماية عناصرها؟ أم ستقوم بإخراج عناصر القاعدة من أفغانستان؟
لأن الجواب على هذا السؤال هو ما سيحدد شكل علاقاتنا معهم. كما حتى نستطيع تقييم إذا ما كانت طالبان ستسطيع المحافظة على سلطتها في أفغانستان أو لا، فعلينا أن نعرف أولاً ما هو اتجاه طالبان إزاء عدة ملفات:
1- كيف سيكون شكل علاقتها بالقاعدة كما ذكرنا؟
2- هل ستتوسع طالبان في دول ستان الروسية؟
3- هل ستؤثر طالبان على قضية الايغور في الصين؟
4- هل ستدعم طالبان حركة بشتونية انفصالية في باكستان؟
5- هل ستحفظ طالبان الأمن الحدودي المشترك بينها وبين إيران؟ أم ستسمح بتحوّل الأراضي الأفغانية إلى نقطة عمليات تتحرك منها بعض الجماعات المسلحة ضد إيران كجيش العدل الإسلامي وغيرهم؟
6- هل سيكون لدى طالبان رد فعل ضد الهند بسبب موقف الهند المعادي تاريخياً لطالبان؟ أم سيكون هناك تفاهم مشترك تقبل به طالبان وتقبل به الهند ليكون الإطار المنظم للعلاقات بينهما؟
7- كيف ستكون علاقة طالبان بالشيعة الأفغان ونسبتهم تصل تقريباً لـ 20 % من الشعب الأفغاني، فهل ستعتبرهم غير مسلمين وتقوم بعملية إعدامات جماعية تطبيقاً لحد الردة عليهم، مما قد يحول الشيعة إلى ميليشا تدافع عن نفسها بدعم إيراني، أم ستسوعب طالبان المكون الشيعي وتوجد قواعد تعايش شرعية معقولة ومقبولة معهم بالتراضي؟
8- كيف سيعامل طالبان المسلمين الأشاعرة في أفغانستان؟ هل سيحكمون عليهم بحكم الردة ويطبقون على من يعتقد معتقدهم في ما يخص مثلاً “خلق الإيمان” بأحكام المرتد أي “الإعدام” بعد الاستتابة!! أم سيوجدون كذلك قواعد شرعية معقولة ومقبولة لاستيعابهم والتعايش معهم؟؟ لذلك نقول بأننا نحتاج إلى عدة أشهر بعد سيطرة طالبان على كامل أفغانستان حتى نستطيع وضع تقييم واقعي لمستقبل طالبان في السلطة، وعليه أعتقد أنه من المبكر جداً إطلاق الأحكام في ما يخص:
(مدى استمرارية سيادة وسلطة طالبان على كامل الأراضي الأفغانية) من المبكر الحكم قبل مرور مزيد من الوقت ومزيد من الأحداث المبيّنة لاتجاهات طالبان العملية وهي في السلطة.
وختاماً من الجدير بالذكر أن أفغانستان و طالبان عبارة عن عشرات المشاكل والتحديات الأمنية بالنسبة لكل من الهند والصين وباكستان وإيران وروسيا وقد كانت لـ 20 سنة تدفع أميركا فاتورة حجب هذه التهديدات الأمنية عن كل الدول المذكورة أعلاه على نفقتها الخاصة، والآن قررت أميركا إطلاق عنان كل هذه المشاكل مجدداً عليهم، ويبقى السؤال الأهم : لماذا الآن؟
••
عبد الله خالد الغانم – كاتب ومحلل سياسي
Twitter: @akalghanim11
حتى نستطيع تقييم كيف ستكون شكل علاقاتنا كدول خليجية مع #افغانستان
اذا أصبحت تحت حكم #طالبان فعلينا
أولاً ان نفهم شكل علاقة طالبان
مع #القاعدة مستقبلاهل ستسمر طالبان بإيواء القاعدة وحماية
عناصرها، ام ستقوم بإخراج عناصر القاعدة من افغانستان؟(الجواب هو ما سيحدد شكل علاقتنا معهم)
— عبدالله خالد الغانم (@akalghanim11) August 15, 2021