قلم الإرادة

طوكيو .. مشهد الختام

بعد الفرحة والدمعة والحسرة وتحطيم الأرقام، بعد أكثر من أسبوعين بقليل أسدل الستار على دورة الألعاب الأولمبية طوكيو، بعد الأحاديث والأخبار قبل انطلاق الألعاب عن احتمالية إلغاء الدورة بسبب استمرار جائحة كورونا، انطلقت الألعاب واشتدت المنافسات ووزعت الميداليات.

صراع واستعراض القوى الكبرى لتأكيد على قوتها وهيمنتها وحضورها في المجال الرياضي، الولايات المتحدة الأميركية تصدرت جدول الترتيب الختامي للميداليات للمرة 18 في تاريخ الدورات الأولمبية بمجموع 113 ميدالية متنوعة منها 39 ذهبية، 41 فضية، 33 برونزية، والتنين الصيني حل وصيفاً بمجموع 88 ميدالية، بفارق ذهبية واحدة عن الولايات المتحدة أحرزت 38 ميدالية ذهبية و 32 فضية و 18 برونزية.

التفوق الأميركي هو نتاج نظام تعليمي جعل الرياضة التنافسية جزء أساسي من التعليم وشكل مادة مغرية بما يسمى المنح الدراسية المجانية، وجود بطولات الجامعات، قبل الأولمبياد أخذ أفضل الأرقام للمشاركة بغض النظر عن اسم وأرقام الرياضي السابقة، بطولات الجامعات تبرز عدد وافر من الرياضين وخلق منافسة شديدة لتألق والإبداع وخلق قاعدة قوية تسهم بإمداد المنتخبات المختلفة بالرياضيين، التنوع العرقي لممثلي الولايات المتحدة في مختلف الألعاب يوسع قاعدة إحرازها للميداليات كون هناك بعض الرياضيات تحتاج تكوين بنيان جسمي يتفوق به عرق عن آخر.

الصين لم يكن لها الحضور الكبير والمؤثر في المنافسات الأولمبية وصولا لتسعينيات القرن الماضي وبالتحديد أولمبياد برشلونة ووجودها ضمن الخمسة الكبار والمحافظة عليه حتى الآن وتصدرت جدول الترتيب النهائي في أولمبياد بكين 2008، الصين التدريب الصارم في مدارس الصغار من نعومة الأظافر توفي مأكل مشرب تعليم لصناعة بطل رياضي.

العرب في أولمبياد طوكيو أحرزوا أعلى حصيلة ميداليات في تاريخ المشاركات الأولمبية برصيد 18 ميدالية موزعة 5 ذهبيات، 5 فضيات، 8 برونزيات.

رقم تداعي جائحة كورونا وغياب حضور الجماهير لمنافسات الأحداث إلا أن تحطيم الأرقام القياسية العالمية حاضرة في 19 مناسبة في مختلف الرياضات وغيرها الكثير من تحطيم الأرقام الأولمبية.

العمر لا يقاس بالسنوات .. ولكن بالانجازات، الفارس الاسترالي بعمر 62 اندرو هوي حقق انجاز وأصبح أكبر رياضي يحرز ميدالية أولمبية منذ 1968 أثر فوزه بالمركز الثاني في المسابقة الكاملة لمنافسات الخيل للفرق، هي الميدالية الخامسة له والأولى منذ أولمبياد سيدني 2000.

بطلنا الكويتي الرامي المخضرم عبد الله الرشيدي بعمر 57 وبمشاركته الأولمبية السابعة؛ وينوي بطلنا المشاركة في الأولمبياد القادم باريس 2024 والوعد بحصد ميدالية، بعد حصده برونزية مسابقة السكيت وهي البرونزية الثانية للرشيدي في الألعاب الأولمبية بعد فوزه ببرونزية ألعاب ريو عام 2016(تحت العلم الأولمبي).

اليابانية موميجي نيشيا  13 عاماً، حصلت على أول ميدالية ذهبية أولمبية للسيدات في التزلج على اللوح، وصاحبت المركز الثاني من البرازيل بـ 13 عام، والمركز الثالث من نصيب اليابانية ناكاياما بعمر 16.

مشهد تقاسم الذهب بين برشم والإيطالي تامبيري، انتصار إيطاليا بمسابقة 100 م رجال بقضل العداء جاكوبس، الأخوين آبي من اليابان في منافسات الجودو، الشقيقة ذهب وزن 52 كلغ، والشقيق ذهبية وزن 66 كلغ، مشاهد دموع الفرح لحظة إحراز الميداليات مشاهد ستبقى عالقة أتت بعد جهد وتعب وتضحيات.

الرياضه تربية؛ ثقافة؛ أسلوب حياة الدعم المالي لإعداد الرياضيين، أختتمت الأولمبياد ويغيب العرب (غالباً) وتخف الأضواء على الألعاب الفردية، وسنعود لنتذكر المنافسات الفردية وما يحتاجونه أو ما يعانونه طول السنوات ثم اللوم على الخسارة وعدم تقديم الدعم الكافي لهم.

وداعاً طوكيو .. الوعد في عاصمة الأنوار باريس 2024.

••

عبد العزيز الدويسانكاتب في صحيفة الإرادة

Twitter: @aziz_alduwaisan

مقالات ذات صلة