أبرز العناوينإقليمي وعالمي

انقطاع الكهرباء في محافظتي عدن ولحج يضع الحكومة في مأزق ويخلق معاناة لدى السكان

عبد الرب الفتاحي – الإرادة:

تتضاعف معاناة السكان في مدينتي عدن ولحج جنوب اليمن، والذين يواحهون صيفا حار مع استمرار انقطاعات الكهرباء بشكل كبير ،وواصل انقطاع الكهرباء ليمتد لساعات طويلة مما خلق  واقع صعب بالنسبة لمن يعيشون في المحافظتين، حيث فاقم ذلك من تحمل الناس وعدم قدرتهم على ممارسة أعمالهم في ظل ظروف السيئة التي تحيط بهم.

أثر صيف هذا العام على حياة سكان عدن ولحج ومع انقطاع الكهرباء شبة الدائم، فإن اسلوب الحياة تغيرت وصار سكان المدينتان  يكابدون ذلك بمرارة، ولا يكاد يجدون في ظل حار هذا الصيف ما يناسبهم ويساعدهم في تخطي واقع انقطاع التيار.

حياة السكان  وطريقة نومهم وممارساتهم لأعمالهم وجلوسهم في منازلهم، ليست سهلة وربما تدفعهم لمحاولة تجاوز هذا الظروف بصعوبة وفق ما نقلوه لنا.

يعتقد السكان أن العيش مع صيف شديد في مدينة عدن يبدو مستحيل، فحياتهم تصعب وعوائلهم وأطفالهم تتحمل بشكل أشد وهم لم يعد لديهم الطاقة، للصبر على واقع المدينة من دون كهرباء.

الجميع يمر بواقع ليس من السهل تحمله بناء على حديث المواطنين  فحرارة كل صيف تكون أشبة بعذب يحاصر من يعيش في مدينتهم، وهذا يفرض عليهم جهد اضافي يسلبهم أعمارهم وصحتهم كل يوم دون أن يتغير أي شيء.

تلعب الكهرباء دوراً مهماً في حياة سكان المحافظتان لحج وعدن وبقية النحافظات، التي تشهد ظروف متقاربة، ويستفيد الناس من توفر الكهرباء في استخدمهم للمكيفات والمرواح والثلاجات والغسالات، بينما يواجهون قسوة كل صيف شديد من خلال الاعتماد على الكهرباء في معظم أنشطتهم.

مشاكل الكهرباء

غالباً ما تكون أسباب الانقطاع الواسع للكهرباء في عدن ولحج هو الضغط الهائل على الكهرباء، والذي يفوق طاقتها فكمية ما توزعه لا يحقق احتياجات السكان.

ويدفع ذلك لزيادة التحمل لدى تلك المحطات، ويولد ذلك أعطال ومشاكل كبيرة وخروج أجزاء منها عن العمل.

كما أن نقص الوقود المستخدم لتلك المحطات يعمل على توقف إمداد السكان بالكهرباء، وهذا يجعل المواطنين  يعيشون لأيام دون كهرباء، وعند توفر الوقود تعود الكهرباء للعمل من جديد.

خلال السنوات التي مضت شهدت عدن ولحج واقع الانقطاع اليومي للكهرباء، لكن في الوقت الحالي أصبح عودة التيار الكهربائي للمدنتين يأخذ وقتاً كبيراً، لا يتعدى الساعة أو الساعتين ثم تعود للانقطاع بمدة أطول.

سالم  الوليدي مدير عام مؤسسة العامة للكهرباء – فرع عدن – كشف لصحيفة “الإرادة” أن الحكومة اليمنية لم تقم بتحويل الأموال لمالكي الطاقة المشتراة، وهم ينتظرون قيامها بتسديد ما لدى الحكومة من مديونية.

وقال مدير كهرباء عدن: “منذ توليتي منصبي خلال الشهرين الماضيين تم تطوير الكهرباء وخلال هذا الفترة، وصل إنتاج المحطات أكثر من 140 ميجا يعني أكثر من الطاقة المشتراة.

وأضاف أن خروج 135 دفعة واحدة، خلقت ضغط متزايد فاق تحمل ما تنتجه محطات الكهرباء في عدن.

وكشف مدير كهرباء عدن أنه طلب من الرئيس والحكومة إيقاف الاعتماد على عملية شراء الطاقة المشتراة وتشغيل محطة الرئيس.

واقترح ضرورة الاعتماد على تأهيل المحطات الواقعة في عدن، مثل محطة المنصورة وغيرها من المحطات الحكومية والاعتماد عليها، فالأموال التي تذهب لشراء الطاقة حسب رأيه، تكفي لإنشاء محطات كهربائية استراتجية.

توقف القدرة المشتراة

في بداية هذا الشهر أعلنت مؤسسة الكهرباء الحكومية في مدينة عدن “لرويترز ” توقف القدرة التوليدية المشتراة بشكل كامل، بسبب تراكم الديون المالية المستحقة لمحطات الطاقة التابعة للقطاع الخاص لدى الحكومة اليمنية.

المؤسسة قالت أنها: “تبذل جهوداً كبيرة للتوصل لحل مع شركات الطاقة المستأجرة بعدن، لإعادة تشغيل محطاتها التوليدية التي أوقفتها وعودة التيار واستقراره في أقرب وقت ممكن”.

مسؤول حكومي في مؤسسة كهرباء عدن كشف لرويترز أن توقف محطات الطاقة المشتراة تسبب بفقدان نحو 130 ميجاوات من الطاقة المولدة في المدينة الساحلية، التي تتخذها الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً عاصمة مؤقتة للبلاد التي تعاني أصلاً من عجز هائل في إمدادات الكهرباء.

ويعاني  قطاع الكهرباء تحديات على مدار السنوات الماضية، وزاد معدل الضغط على الطاقة الكهربائية في عدن، مع التوسع العمراني والكثافة السكانية الكبيرة وإجمالي ما تحتاجها عدن من الطاقة يقارب 570 ميجاوات.

ولا يتعدى ما توفره المحطات  أقل من 150 ميجاوات يومياً أي ما يقارب 30 بالمائة فقط من الاحتياج وهذا ليس كافياً لاستمرار تدفق التيار الكهربائي.

فساد المحطات المستأجرة

نبيل الجنيد صحفي في عدن أعتبر أن وضع عدن والمحافظات المجاورة سيء، مع  استمرار الانقطاعات المتكررة للكهرباء.

وأرجع سبب الواقع الحاصل في عدن من تردي لواقع الكهرباء إلى الصراع السياسي القائم بين القوى السياسية، والتي تعمل على إقحام الخدمات والكهرباء والرواتب في هذا الصراع، وتبعات الحرب مع الحوثيين منذ العام 2015م.

ويرى نبيل أن حكومة المناصفة عليها تحمل المسؤولية في توفير الخدمات ومحاربة الفساد، الذي ينخر المؤسسات العامة والخدمية وفي مقدمتها مؤسسات الكهرباء.

وقال: “واقع الفساد يكمن في المحطات المستأجرة التي تعقد صفقات مالية مع كبار مسؤلي الدولة، وتمارس الانتهازية بحجة المطالبة بحقوقها لدى الحكومة”.

وأضاف أن الحل يكمن باستغلال الأموال الطائلة التي تنفق على المحطات المستأجرة، وتشغيل محطة الرئيس، التي ستحل الكثير من المشاكل المتعلقة بتوليد الطاقة الكهربائية للمواطنين.

خبراء اقتصاديين كشفوا أن هناك تدمير ممنهج تتعرض له الكهرباء الحكومية، وأن الاعتماد على المحطات الخاصة المشتراة التي تقوم بتزويد عدن بالكهرباء، هدفها استنزاف إمكانية الحكومة لصالح أطراف مرتبطة بتعطيل الكهرباء.

وطالب خبراء اقتصاديين بوضع حلول عاجلة وتطوير قطاع الكهرباء، وبناء العديد من المحطات وذلك لمواجهة الظروف التي تعيشها المناطق الساحلية، والتخلي عن الشركات الخاصة التي تبيع الكهرباء، والتي تعمل إلى خلق حالة مؤقتة من استمرار التيار الكهربائي، وتمارس توجهاً رافضاً لأي إجراءات لإصلاح واقع الكهرباء الحكومية.

مقالات ذات صلة