الكويت الدولة الأكثر حضوراً في دعم اليمن منذ خمسين عاماً
عبد الرب الفتاحي – الإرادة:
لم تتخلى الكويت عن اليمن في كل الظروف السياسية والاقتصادية التي عشتها، وكانت من أوائل الدول التي عززت شراكتها مع اليمن بعد الثورة اليمنية في عام 1962م، وارتبطت الكويت بالأحداث والمتغيرات اليمنية وكانت أكثر من ساهم في حلها.
من أهم ما أنجزته الكويت في اليمن حسب ما تطرق إليه الكاتب الصحفي محمد علي محسن، هو الدور الذي لعبته في السبعينات لوقف الحرب في اليمن.
في تلك السنوات سعت الكوبت لجمع رئيسا الشطرين، ورأى محمد علي محسن أن جهود الكويت تكللت بالنجاح في إيقاف الحرب حينها.
في الواقع شكل وجود الكويت بالنسبة لليمن عاملاً مهماً في إنقاذها من الأزمات التي اتخذت طابعاً سياسياً واقتصادياً وجغرافياً، كما أن التدخلات الخارجية كانت العامل الأساسي في فقدان اليمن لاستقرارها، بينما كانت الكويت هي من وضعت كل ثقلها للمساهمة في إيجاد الحلول منذ فترات طويلة.
ارتبط الدور الكويتي في اليمن منذ خمسين عاماً مضت بقدرته على إيجاد المعالجات، وتبني المشاريع الخدمية وتطوير البنية التحتية وكان الموقف الكويتي الأكثر واقعية واتزان، وهذا ما جعلها الدولة الأكثر تأثيراً في اليمن في دعم التنمية وفرض خيارات السلام، والجمع بين الأطراف اليمنية في الكثير من مراحل الصراع.
الأقرب لليمن
سلطان محمد البعداني سياسي يمني، يجد أن الدور الذي جسدته الكويت في الماضي والحاضر كان واقعياً والأقرب لمصالح اليمنيين.
سلطان البعداني يعتقد أن الدور الكويتي مع القضايا اليمنية تميز بالمسؤولية، وارتبط بحرص الكويت في التعاطي مع الظروف اليمنية من خلال التدخل بكل ثقلها لمنع انزلاق اليمن نحو المجهول وحمايتها.
الحرص الكويتي وفق رأي سلطان في الماضي جنب اليمن واقع سيء، كانت تتحرك إليه سواء من خلال الصراعات التي كان احتمال وقوعها كبير ويمكن أن تطول، وكذلك الدعم الكويتي للمجال التنموي والخدمات، والذي شكل عامل مهم لاستقرار اليمن ونهضتها.
في تلك السنوات – أي قبل ثلاتثين عاماً – تدخلت الكويت وتبنت مشاريع تعليمية وصحية، والهدف الحقيقي لاهتمام الكويت بالتعليم والصحة هو لمحدوديتها في ذلك الوقت في هذا البلد، حيث كانت اليمن تفتقد لمثل هذه المشاريع، كما أن الكويت حرصت على زيادة نسبة حصتها في بناء المدارس والمستشفيات لتكون الدولة الأكثر في اهتمامها في دعم هذه القطاعات.
اتخذت الكويت لنفسها خط واضح فيما يخص اليمن، وهو التركيز على وضع المشاريع التنموية والتعليمية والصحية، وتعاطت مع الملف اليمني بدرجة أكبر، فميزانية التعليم ومرتبات المعلمين المصريين الذين كانوا يقومون بالتعليم في المدارس اليمنية والذين كانوا بالآلاف، وفرت الكويت كل الإمكانيات لصرف مرتباتهم بشكل مستمر طوال وجودهم في اليمن.
تجربة فريدة
يعود محمد علي محسن كاتب صحفي ليتحدث عن الكويت “فتجربة هذا البلد هو نجاح مشاريعها والتي لا تتعثر بسبب اعتمادها على الصندوق الكويتي للتنمية والذي يقوم بالإشراف على مشاريع الكويت في الواقع العملي داخل الدول”.
الكويت نجحت حسب تقييم محمد علي لاعتمادها على الصندوق الكويتي للتنمية، المسؤول على مشاريع دولة الكويت.
وقال: “الجميل في دعم هذه الدولة أنه يتحدد في نواحي اجتماعية وإنسانية، مثل التعليم والصحة ومياه الشرب”.
في المحافظة التي يعيش فيها محمد علي محسن، قامت الكويت في الماضي ببناء أول مستشفى في الضالع، في مطلع الستينات وإبان وجود الاستعمار الإنجليزي.
وأضاف أن هذا المستشفى ما زال إلى اللحظة الراهنة، هو المستشفى الحكومي العامل وهناك مستشفى الوهط في لحج.
وذكر العديد من المدارس الأساسية أو الثانوية التي بنتها الكويت، فأول مدرسة أساسية في الضالع وفق حديثه بنتها الكويت أثناء وجود بريطانيا كما أن أول مدرسة ثانوية، في المحافظة ذاتها بنتها الكويت نهاية السبعينات.
الأكثر عطاء
يتذكر الحاج عبد الله علي فارع الدور الذي تعاطت به الكويت في الماضي مع اليمن: “هي قدمت الكثير لم تبخل، وأسست لنهضة وتطور اليمن كانت تهتم ببناء الجيل اليمني الذي يعتمد على العلم”.
ويرى الحاج عبد الله علي أن الكويت لم تبني مشاريع صغيرة؛ بل وضعت اهتمامها على مشاريع حقيقية من مدارس وجامعات ومستشفيات، ودعمت الاقتصاد والعملة في الشمال.
وقال: “الكويت هي الباني الحقيقي لليمن بنتها من الصفر، عملت كل ما لديها لتخرجها من الظروف المحيطة بها، جميع الدول حاربت ووقفت ضد اليمن بينما الكويت هي من أرادت إنقاذ اليمن وحافظت عليها واهتمت بالتعليم وحاولت تطوير اليمن في كل المجالات.
مواقف ثابتة
عبد القوي شعلان صحفي يمني اعتبر أن الكويت لعبت دوراً متميزاً، ولها أياد بيضاء في اليمن متذ قيام ثورة 1962م وحتى الوقت الحاضر.
وقال: “الكويت وقفت مع اليمن في كل المحن والظروف، لا سيما في مجال التعليم والصحة على مدى خمسين عاماً، فتلك جامعة صنعاء، وهذا مستشفى الكويت، وغير ذلك عشرات المدارس في كل ربوع اليمن تحمل اسم الكويت”.
ووصف موقف الكويت بالصادق البعيد عن الحسابات السياسية الضيقة.
وأضاف أن الكويت وقفت في كل المراحل بجانب اليمن وبنت لها من المشاريع مالم تستطيع أي دولة أن تنافسها في هذا المجال.