أبرز العناوينإقليمي وعالمي

اليمنيون يتخوفون من التطعيم ضد كورونا ونقص حاد في عدد اللقاحات

عبد الرب الفتاحي – الإرادة:

انحصر التطعيم ضد فيروس كورونا في اليمن في المدن، واستمرت عملية التطعيم في المحافظات اليمنية الخاضعة للحكومة الشرعية وتولت المراكز تطعيم الراغبين في فترات بدأ العملية قيل أربعة أشهر.

عملية التطعيم للمواطنين وفق مصادر طبية تواجه تحديات كثيرة فإقبال السكان ليس كبير كما أن المراكز الطبية في المناطق البعيدة استمر التلقيح فيها لإيام قليلة تم توقفت عمليات التطعيم بسبب نفاذ اللقاح.

محدودية اللقاحات في معظم المحافظات التي تقع تحت سيطرة الحكومة الشرعية يمثل أحد التحديات بناء على حديث الأطباء، كما أن اليمنيين لم يتجهون للحصول على اللقاحات خوفاً من تأثيرها.

مصادر طبية قالت لـ «الإرادة» أن عدد من حصلوا على اللقاحات، ما زال محدوداً مقارنة بعدد الذين لم يتم تلقيحهم وأن الزيادة كانت ناتجة عن اهتمام المغتربين والمتوجهين للسعودية.

وتمارس اللجان الطبية التي القائمة بالتطعيم بنشاطها في مراكز حددت من قبل وزارة الصحة، وهي مستشفيات ومراكز صحية متخصصة.

انهيار المؤسسات الطبية

يعاني واقع التلقيح في اليمن الكثير من المعوقات بينما اتجهت وزارة الصحة للقيام بعمل التلقيح دون وجود تخطيط مسبق حول الكيفية في القيام بالتطعيم وتحديد البرامج بناءً على دراسة لظروف واحتياجات المحافظات.

وشهدت اليمن موجات لفيروس كورونا أدت لوفاة عدد كبير في الفترات الماضية، حيث لم يتم وضع إحصاء دقيق للمصابين والمتوفيين وذلك لانقسام اليمن بين سلطتين وخوف الكثير منهم من عزل أنفسهم في مراكز العزل نتيجة الأهمال وغياب الرعاية .

ويعزوا أطباء ضعف الإقبال على التطعيم لضعف التوعية بمخاطر الفيروس وانتشرت شائعات تحذر من الحصول على اللقاحات وزادت أنشطة التضليل في الشهور الماضية التي خلفت تراجع في الإقبال مراكز التلقيح.

وكشفت مصادر طبية لـ «الإرادة» أن الهيئات المختصة باللقاح لم تحدد الأولويات في توزيعها خاصة للفئات الأكثر احتياج له، خاصة كبار السن والمصابين بأمراض مزمنة.

ويصف الأطباء عدم التدرج في القيام بإجراء التطعيم للفئات التي يمثل اللقاح أهمية قصوى لها، يمثل أحد أهم الإخفاقات ودليل لسيطرة العشوائية في مهام تلك اللجان الطبية للتعاطي مع هذا الجانب وهو ما أدى لذاهب اللقاحات ونفاذها.

وتواجه عملية التلقيح في اليمن والتي تشهد حرب منذ ست سنوات معوقات بشرية ومادية ولوجستية، ونقص كبير في عدد اللقاحات التي يحتاجها أكثر من 40 مليون يمني.

وتؤكد مصادر طبية أن غياب العمل المؤسسي الطبي في هذا البلد، وانهياره وغياب الرقابة عليه أثرت على سير عملية التلقيح، وهذا ما يؤثر على نجاحه.

انطلاق التطعيم

في 20 أبريل/ نيسان الماضي، انطلقت حملة التطعيم ضد كورونا والتي شهدت عزوف المواطنيين في الإقبال على اللقاح.

وحصلت اليمن في 31 مارس/ آذار من هذا العام على 360 ألف جرعة من لقاح كوفيد-19 والتي تم شحنها عبر منظومة كوفاكس، وهي عبارة عن شراكة بين كل من الائتلاف المعني بابتكارات التأهب لمواجهة الأوبئة (CEPI)، والتحالف العالمي من أجل اللقاحات (غافي)، واليونيسيف، ومنظمة الصحة العالمية.

ولقاحات استرازينيكا المرخصة والمصنعة من قبل معهد المصل في الهند، مخصصة لحماية العاملين الصحيين وغيرهم من الفئات السكانية ذات الأولوية، والمعرضين لخطر الإصابة بكوفيد-19 ووقايتهم من الفيروس.

وقام ممثل اليونيسف في اليمن السيد فيليب دواميل وممثل منظمة الصحة العالمية الدكتور أدهم إسماعيل حينها باستلام اللقاحات في مدينة عدن، برفقة وزير الصحة العامة والسكان الدكتور قاسم بحيبح ووكيل الوزارة الدكتور علي الوليدي.

واحتوت اللقاحات البالغ عددها 360,000 جرعة إلى جانب 13,000 صندوق لحفظ اللقاحات و 1,300,000 من المحاقن واللازمة لبدء حملة التطعيم بشكل آمن وفعال، وتمثل هذه الدفعة الأولى جزءاً من 1,9 مليون جرعة ستحصل عليها اليمن مبدئيا خلال العام 2021.

إدراج اليمن في خطة التخصيص

في بداية يونيو/ حزيران من هذا العام كشف وزير التخطيط والتعاون الدولي اليمني، واعد باذيب عن إدراج الولايات المتحدة لليمن ضمن خطة التخصيص الأولى، لتوزيع 25 مليون جرعة لقاح ضد فيروس كورونا المستجد “كوفيد -19” على مستوى العالم.

وقال “العمل على توفير العدد المطلوب من اللقاحات وحشد الدعم اللازم لمكافحة الجائحة، بما في ذلك توفير المعدات والتجهيزات الخاصة بذلك”.

وأشار “أن وزارة التخطيط تجري حالياً محادثات لحشد تمويل إضافي من البنك الدولي والمقدر بـ 19 مليون دولار”.

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، تفاصيل خطة واشنطن الرامية لتوزيع نحو 80 مليون جرعة من لقاح فايروس كورونا على دول العالم.

وكشف الرئيس الأميركي أن الخطة ستشمل أولاً بمنح 25 مليوناً من تلك اللقاحات إلى الدول الأكثر حاجة وضعفاً لمواجهة تفشي الوباء، ستوزع نحو 75 في المئة من هذه الجرعات، (نحو 19 مليوناً)، عبر مبادرة “كوفاكس” المدعومة من الأمم المتحدة والرامية لتوفير اللقاحات للدول الفقيرة.

محدودية النشاط

الدكتور بشير الزبير أعتبر أن التلقيح ضد فيروس كورونا وتوزيعه لم يكن مستوفي لظروف وأهمية ما يمثله من نتائج، خاصة في ظل المخاطر التي تهدد اليمنيين من أي موجة جديد للفيروس.

وتطرق إلى طبيعة وبداية التلقيح والذي وصفه بأنه أراد فقط وضع إنجاز دون أن يهتم بالعدد الحقيقي الذين اختاروا اللقاح وهو عدد ضئيل.

وقال: “الذين لقحوا أو طعموا هم العاملين في السعودية والذين وجدوا أن عدم اختيارهم للقاح سيكون له عواقب وخيمة عليهم وسيخسرون أعمالهم، لكن المواطنيين في المدن والأرياف لم تكن هناك استجابة واسعة منهم، كما أن وجود مراكز اللقاحات محدود والناس إما متخوفين أو لديهم ظروفهم الخاصة”.

وأضاف أن الحديث عن النجاح وإقبال الناس في أخذ اللقاحات تنقصه الحقائق في ظل عدم وجود شفافية حقيقة، وتوزيع عادل للقاحات وكذلك غياب التوعية وانهيار الواقع الصحي في اليمن.

من جهته رأى حسين المقطري وهو محلل سياسي أن عمل ونشاط التلقيح احاطت به تحديات متعددة ولم ينجز أي نجاح لها.

وأرجع حسين المقطري ذلك إلى غياب الدولة وعدم وجود أجهزة حقيقية تقوم الخطط والبرامج وتقوم بتنفيذها على الواقع.

وقال: “لا يوجد حكومة ولا موازنة عمل ولا خطط وزارات ولا رقابة ولا توعية”.

ووضح أن دور وزارة الصحة لم يكن كافياً، فهي لم تؤدي دور توعوي، وحددت مراكز قليلة لاستقبال الراغبين في التطعيم، بينما عدد اللقاحات ليست كافية ولذا فإن الحديث عن أي إنجاز ما زال مجرد حديث وليس حقيقة.

مقالات ذات صلة