قبل الانطلاقة

أحد أهم وأبرز وأقوى البطولات وفي المرتبة الثانية بعد كأس العالم، إنها بطولة اليورو أمم أوروبا، نسخة استثنائية نعيشها بكل أحداثها وتفاصيلها، تقام بعد تأجيلها لمدة عام كامل بسبب انتشار فيروس كورونا بالعام الماضي وقرر الاتحاد الأوربي (يويفا) تأجيل النسخة 16 لتقام هذا الصيف مع استمرار مسماها (يورو 2020) بسبب عقود الرعاية والإعلان، وأيضاً تكمن استثنائية هذه النسخة إنها تقام في 11 مدينة أوربية (روما، باكو، كوبنهاجن، سان بطرسبرغ، أمستردام، بوخارست، لندن، بودابست، ميونخ، اشبيلية) وسبب هذا العدد أن قرار قد اتخذ من الاتحاد الأوربي قبل سنوات بسبب الذكرى 60 لانطلاق البطولة ورغبة المسؤولين بأن هذه النسخة تنظم بأكبر قدر من المدن، والمدن المستضيفة للمباريات تعهدت بحضور جماهيري متفاوت بحيث لا يقل عن 25% من إجمالي الطاقة الاستيعابية للملعب.
مع كورونا كل شيء استثنائي والاستمرار بالتبديلات الخمسة، بطولة عدد المرشحين للقب كثر، المنتخب البرتغالي يدخل البطولة ليدافع عن اللقب الذي أحرزه النسخة الماضية في باريس، منتخب يمتلك كوكبة من النجوم وعلى رأسهم كريستيانو رونالدو الذي سيدخل البطولة لتحطيم المزيد من الأرقام الخاصة له ومنها سيكون الوحيد الذي سيشارك بخمس نسخ من البطولة، برازيل أوروبا من المنتخبات القلة التي يعرف المتابع لاعبيها دون البحث لشهرتهم واللعب في أكبر الأندية العالمية، البرتغال في مجموعة حديدية بجانب ألمانيا مع مدربهم يواكيم لوف الذي سيترك منصبه بعد البطولة مباشرة للمدرب هانسي فليك ورغبة لوف بترك بصمة إيجابية قبل الوداع.
منتخب الديوك الفرنسية من أبرز المرشحين ولديه 3 منتخبات أول واحتياط ومستبعد لوفرة اللاعبين وجاهزيتهم بالإضافة للمنتخب المجري مع العلم بأن المجر تصدرت المجموعة في البطولة السابقة التي كانت تضم معها البرتغال، منتخب الشياطين الحمر بلجيكا منتخب كوكبة النجوم وتحتار من تختار ليلعب والذي يتصدر على عرش الفيفا قادر على إحراز اللقب الأول بتاريخه، الدنمارك بذكريات المعجزة 1992.
هولندا الجريحة بعد الغياب عن النسخة الماضية، مقدونيا الشمالية قد يكون الحصان الأسود ليس لديه ما يخسره وخاصة في مجموعة متوازنة تضم أوكرانيا والنمسا والمنتخب الهولندي.
تركيا ما تقدمه من مستويات لافته بالآونة الأخيرة قادر على الذهاب بعيداً في البطولة، الآزوري المنتخب الإيطالي الذي يسير بخطى ثابتة وبهدوء مع مانشيني الذي لم يعرف طعم الخسارة في 27 مباراة متتالية وآخر 8 مباريات دون أن تتلقى شباكه أي هدف وآخر خسارة ضد البرتغال في سبتمبر 2018، نتائج متميزة ونتيجة كاملة بالتصفيات رغم عدم وجود أسماء كثيرة لامعة في الفريق ومشهورة بدرجة كافية إلا إنه يملك مجموعة قوية بالإضافة لجرينتا الإيطالية لاعبون كأنهم يذهبون للحرب وليس للعب كرة قدم، غاب عن إحراز البطولة منذ 1968 وطال الفراق وحان العودة حال لسان الطليان.
المنتخب الإنجليزي مع المدرب ساوثغيت كثرة المواهب لاستغلال الفرصة ولديه ميزة سيلعب المنتخب دور المجموعات على أرضه ونصف نهائي البطولة والختام في ويمبلي، الإنجليز منذ اللقب المونديالي الوحيد في خزائنه الذي أحرزه 1966، عليه استغلال الفرصة قد لا تتكرر كثيراً للإنجليز.
انريكي أثار الجدل كثيراً باختيارات التشكيلة لليورو واستبعاد راموس وعدم اختيار ناتشو أحد أبرز لاعبي الفريق الملكي هذا الموسم لتكون الأولى بالتاريخ تخلو من لاعب من ريال مدريد، إصابة بوسكيتس بكورونا واستبعاده ولعب المباراة الودية ضد ليتوانيا بمنتخب الشباب خوف من توسع رقعة إصابة لاعبي المنتخب الأول بكورونا.
ظروف البطولة في وسط أوضاع وبائية واحترازات صحية صارمة ظهور إصابات بالفيروس بين أي منتخب ستؤثر على حظوظه بشكل كبير، بين إصابة أو مخالطة أو عزل لاعب أو عدة لاعبين، فتحتاج حزم من إدارة المنتخبات على اللاعبين أي خطأ سيكلف الكثير وممكن تضييع البطولة.
مشاركة 24 منتخب يتوزعون على 6 مجموعات يتأهل الأول والثاني وأفضل أصحاب المركز الثالث بالمجموعات لدور ثمن النهائي، ثم مرحلة خروج المغلوب وصولاً للنهائي.
منتخبات تشارك وغير مرشحة للقب ولكن مع إعطاء فرصة للتأهل لأصحاب المركز الثالث سيزيد من الشراسة بالمباريات، اللعب بمرحلة خروج المغلوب تختلف كلياً حساباتها عن دور المجموعات، تدافع بشراسة لخطف هدف أو ترغمك على الوصول لركلات الحظ الترجيحية ثم تخطف انتصار.
يورو 2020 وفية لأبطالها المتوجين بسجلات التاريخ أو دخول بطل جديد؟!
••
عبد العزيز الدويسان – كاتب في صحيفة الإرادة
Twitter: @aziz_alduwaisan