الإعاقة الذهنية ومعاناة من يرعاهم
إن معاناة من هم مكلفين برعاية المعاق كبيرة جداً وخصوصاً أصحاب ذوي الإعاقة الذهنية مرض التوحد صعب أن تسيطر على حركته والتعامل معه وعبر مقالي هذه سوف أذكر جانب من المشاكل التي يعاني منها المكلفين برعاية تلك الفئة من حيث المراقبة اليومية وتوفير شخص ملازم له والتزاماته المالية بالإضافة إلى تأهيله التعليمي والمعاناة لا تقف عند هذا الحد، إن التعسف الذي يرونه من قبل الهيئة العامة لشؤون ذوي الإعاقة يزيد من معاناتهم من حيث تقييم درجة الإعاقة وحضورهم الشخصي في اللجان الطبية.
نحن نعلم مدى المعاناة التي تقع على الأسرة التي ترعى شخص يعاني من مرض التوحد والإعاقة الذهنية بسبب الظروف الروتين اليومي انشغال الأب والأم في العمل وبعد الانتهاء من العمل يصطدموا بمشاغل الأبناء في المنزل بجانب رعايتهم لابنهم المعاق حتى يخففوا من تلك المعاناة تجدهم يوفروا لابنهم صاحب ذوي الإعاقة الذهنية خادم ملازم له طيلة اليوم وهذا الخادم يجب أن يكون متفهم لحالة ذلك المريض ويعرف كيفية التعامل معه وكيفية السيطرة على تصرفاته وحركته غير الطبيعية وبعد أن يتم اختيار الخادم الملازم له ينظرون إلى المرتب الشهري للخادم العالي جداً وفي بعض الحالات يحتاجون إلى خادمين بدل الخادم الواحد يتناوبون على مراقبته وهذا الشيء يعد جزءاً من العبئ المالي لمن يرعى معاق فالمخصصات المالية لا تكفي ناهيك عن العلاجات الخاصة لتلك الحالات والالتزامات الخاصة لهؤلاء الفئة، فيجب على المسؤولين في الهيئة ذوي الإعاقة أن ينظروا بعين الاعتبار تلك المعاناة وأن يقدروا الصعوبات التي تقع على كاهل من يرعى معاق ويرفعوا المخصصات المالية؛ لأن هذا حق لهم مقابل تلك المعاناة.
ومن جانب آخر: هل تعلمون أنّ صاحب الإعاقة الذهنية ومن يعاني من مرض التوحد يتم تقييم حالتهم من ذوي الإعاقة المتوسطة؟ فهل يعقل أن يتم تقييم لمثل هذه الحالات بالإعاقة المتوسطة، علماً بأنهم غير مدركين لتصرفاتهم وفاقدين للأهلية مع الأسف من يقيمهم في اللجان الطبية في الهيئة العامة لشؤون ذوي الإعاقة يعلمون مدى شدة تلك الإعاقة وصعوبة التعامل معهم، لكن القرارات التي تصدر من اللجنة ظالمة اتجاه هؤلاء الفئة ناهيك عن إلزامهم للحضور وعرضهم على اللجنة حتى يتم التجديد لهم وأنا أرى أن هذا القرار تعسفي؛ لأن هؤلاء الفئة يعانون من مرض مزمن وليس له علاج؛ بل أن الحالة تتطور وتزيد سوءاً كلما كبر.
رسالتي إلى من بيده القرار يجب أن يوقف ذلك العبث والتعسف فأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية ومن يرعاهم يعانون الأمرين ومعاناتهم تزداد اليوم تلوى الآخر ويجب رفع المخصصات المالية ورفع مستوى إعاقتهم فهذا جزء من حقوقهم.
••
فهد عبد الرحمن المنوخ – ناشط في شؤون ذوي الاحتياجات الخاصة
_Twitter: @Bo7many