قلم الإرادة

الباب الخامس ومنتسبيه

   أصبحت أعاني حتى اشتكت المعاناة مني، فمتى تنتهي المعاناة التي أرقتني .. هكذا لسان حال منتسبي الباب الخامس من قانون التأمينات الاجتماعية الذين يعانون الويلات من المشاكل والعقبات الكثيرة التي يواجهونها سواء بالتعاملات المصرفية كصعوبة الحصول على قرض أو بطاقة ائتمانية، أو أقل تقدير الحصول على مناقصات حكومية وحتى لو توافر ذلك فسنتفاجئ بالخصم الرهيب والمرتفع من جانب التأمينات الاجتماعية.

   أي حال هو حالنا؟ أين الدعم الحقيقي؟ أين الصندوق الوطني للمشاريع الصغيرة الذي أصبح لمن يملك واسطة؟ أين الحكومة من وعدها لنا بأولوية الحصول على مناقصاتها؟ أين التسهيلات التي من المفترض أن تقدم لشباب الكويت الذي يذوق المر والحنضل لإنجاح مشروعه لا لخدمته فقط بل لخدمة وطنه ولتخفيف الضغط على القطاع الحكومي؟ فهل هذا هو العدل؟ سأذكر لكم بعض من العقبات والمعاناة والمشاكل التي يعاني منها منتسبي الباب الخامس والتي يجب أن نتوقف عندها لإيجاد حل جذري لها والنظر في أمرها من الحكومه والتي من الواجب عليها أن تنظر فيها في أقرب وقت وتجد لها حلول سريعة.

العقبة  الأولى:

   إذا كنت ممن ينتسب لهذا الباب وأردت الدخول في مشروع واستخرجت الرخصة فستجد أنك ملزم بتوفير مكان للمكتب الخاص بك في حين أن المشروع الخاص بك لا يحتاج إلى مكان وهذا يعتبر أمر تعجيزي لبعض الشباب الذين لا تتطلب مشروعاتهم إلى مكان، فبكل سهولة تستطيع الحكومة تكوين لجنة من الشباب لحصر المتضررين من تلك المشكلة وحلها بسهولة مع إيجاد كافة الضمانات التي تضمن مشروعية العمل.

العقبة الثانية:

   بعد أزمة كورونا  أصبح من الصعب على منتسبي الباب الخامس أن يحصلوا على قرض لدعم مشروعاتهم التي تأثرت بشدة من الركود الاقتصادي، وليس ذلك فقط بل أصبح من الصعب الحصول حتى على بطاقة ائتمانية، والسؤال هل ستكون الحكومة هي الأخرى عقبة أمام نجاح مشروعات الشباب؟ ألا يكفي ما أصاب أصحابها من الدمار الذي حل بهم بسبب الأزمة؟ أليس هذا هو التوقيت المناسب لدعم الشباب الذي يحاول التقليل من الضغط على القطاع الحكومي؟ هل ستظل الحكومة واقفة وصامتة وتنظر بعين لا ترى وبآذان لا تسمع لصرخات أصحاب المشاريع؟

العقبة الثالثة:

   بعد أن وجد منتسب هذا الباب نفسه خارج وظيفته مقابل دعم وحافز مالي أصبح مطمئن البال لكن أصيب بصدمة عندما وجد نفسه أمام خصم مالي كبير من جانب التأمينات الاجتماعية، فأي دعم يقدم كذلك؟ أتعطيني باليد اليمني وتأخذه باليسرى؟ فهل هذا هو تمكين الشباب وتقديم الدعم لهم؟

العقبة الرابعة:

   صعوبة الحصول على مناقصة من القطاع الحكومي برمته مع إدعاء الحكومة على أولوية المشاريع الصغيرة بالحصول على مناقصاتها، بالإضافة إلى صعوبة الحصول على قرض من الصندوق الوطني للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، فالنسبة الأكبر من منتسبي الباب الخامس لم يحصلوا عليه. لماذا دعمهم ضرورة؟ لأن العديد منهم سيعود للقطاع الحكومي في ظل ظروف الأزمة التي أصابت الاقتصاد وستجد الحكومة نفسها أمام بطالة مقنعة أكبر مما هي عليه الآن وستجد نفسها مضطرة لدفع رواتب هؤلاء مما ستتكلف الدولة أموالاً سترهق ميزانيتها وعجزها الذي قارب الـ 30 مليار دولار.

   كانت هذه بعض العقبات والمعاناة والمشاكل الملموسة والتي أردت أضعها أمام متخذي القرار، لكي نجد حلاً للتدهور والضياع والإحباط الذي أصابنا، وهذا نداء عاجل لرئيسي وأعضاء الحكومة والمجلس.

“جعلتني أترك وظيفتي لدعمي وبأول أزمة تتركتني“.

ارحمونا يرحمكم الله..

••

ناصر بدر الغضوري – كاتب في صحيفة الإرادة

Twitter: @nassser007

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى