المعارضة إلى أين؟
لا يختلف اثنان على أن وجود المعارضة الناضجة سياسياً والتي (لم يسمع بها أكثر معارضينا) والبعيدة كل البعد عن التكسبات بكل أشكالها أمر ضروري وحتمي، فوجود المعارضة في أي نظام ديموقراطي هو ترجمة لاكتمال أوجه هذا النظام، ومن ينظر إلى المعارضة على أنها تضر بأنظمة الدولة وحقوق المواطن فقد جانبه الصواب في ذلك، فالمعارضة الناضجة تقوم بمراقبة مؤسسات الدولة وتقوم بتقييم الأداء الحكومي (وليست لاستعراض العضلات)؛ بل لطرح الحلول البديلة لما تنتقده من أداء، والتشريعات المكملة لما تراه نقصا تشريعياً، وترى أنه لزاماً عليها كمعارضة (صادقة) أن تكون كحكومة ظل (إن جازت التسمية) لحكومة (محترمة) أما حكومات (شرايك تصير وزير ومعارضة نبي مناقصة) فلا تبني وطن.
يجب أن يتم النظر للمعارضة على أنها جزء لا يتجزأ وركن أساسي من أركان منظومة العمل السياسي، وينبغي وضع الحريات الكاملة لها كعرض خطابات المعارضة في كل وسائل الإعلام دون قيود مما يضمن تفوق المنظومة الديموقراطية، وفي حال تجاوز المعارضة حدود النقد وصولا للتجريح ومحاولة زعزعة الروابط الأمنية والعرقية، فالمرجع في ذلك الأمر للقضاء النزيه المستقل الذي لا يتبنى عملية الإقصاء السياسي.
يجب التفريق بين المعارض الحقيقي النزيه الذي يهتم لكل ما يحدث للوطن ويسعى جاهداً للإصلاح ماستطاع إليه سبيلاً وفق أساليب مشروعة، وبين من يختبىء تحت غطاء المعارضة وينتهز الفرص والمصالح لنفسه، مسيئاً بذلك لكيان المعارضة ويظهرها بمظهر مشوه.
• إشعار:
يقول أحمد الربعي – رحمه الله: (من يبيع ضميره باع وطنه، والإنسان يستطيع أن يعيش بصمامات يركبها الأطباء في قلبه، ويمكن أن يعيش بنصف رئة، لكنه لا يستطيع أن يعيش بنصف ضمير).
••
سيف مفرج البرجس – كاتب في صحيفة الإرادة
Twitter: @saifalbrjas