الباذنجانيون!

رمى الخليفة العباسي المتوكل عصفوراً فلم يصبه فقال وزيره: أحسنت فرد الخليفة: أتهزأ بي؟ فقال الوزير: لقد أحسنت إلى العصفورحينما تركت له فرصة للحياة!
ويحكى أن أمير قال لخادمه يوماً: أشتهي أن آكل الباذنجان! فقال الخادم: بارك الله لك في الباذنجان يا مولاي، هو سيد المأكولات، لحم بلا شحم، وسمك بلا حسك، يؤكل مقلياً، ويؤكل مشوياً، وأنا على أمر الأمير! فقال الأمير: ولكني أكلت منه قبل أيام فأوجعتني معدتي منه
فقال الخادم: الباذنجان ثقيل غليظ نفاخ، فقال الأمير: ويحك، تمدح الشيء وتذمه في وقت واحد! فقال الخادم: أنا خادم الأمير لا خادم الباذنجان، إذا قال الأمير: نعم، قلت نعم، وإذا قال الأمير: لا، قلت: لا!
هؤلاء هم المتزلفون والمتسلقون والمتملقون ويصورون صورة مختلفة عن الواقع، يبحثون عن عبادة المراتب والمناصب والأموال عن طريق المدح الزائف بدرجات مهينة، نعم يمدح الشخص ليس لمصلحة شخصية ولكن لما يستحقه بالفعل، ترى الخضوع والخنوع والتملق قد يكون أقصرالطرق لتحقيق مبتغاه، وصول هذه الشخصيات ضياع الأمانة، غياب العدل، وانتشار الفساد، التزييف شعاره، النفاق طريقه، التملق طريق الوصول للهدف، أشخاص لا يأبهون بقبح أعمالهم، لهم القدرة على التلون والتشكل حسب الظروف، ونزع الحياء من وجوههم.
فالمنصب مسؤولية عظيمة وتشريف كبير، فالمسؤول يحتاج إلى أهل الثقة والأمانة يدلونه على طريق الخير ويسهلون السير فيه قدماً لتحقيق المصلحة العامة، والسير نحو النجاح والفلاح، ويكونون له عون ونصير ووقاية وحماية من الوقوع في الخطأ والزلل، ونسأل الله التوفيق للجميع لما فيه الخير ورفعة للبلاد والعباد.
••
عبد العزيز الدويسان – كاتب في صحيفة الإرادة
Twitter: @aziz_alduwaisan