في زمن الجائحة

تبدل وجه الكرة الأرضية وأضحت كأنها مشهد هوليوودي توقفت المطارات، تأجلت البطولات، ألغيت المسابقات، توقف التعليم، الناس يلتزمون المنازل إجبارياً، تعطلت مناحي الحياة، وأصبحت العبارات الدارجة في زمن الجائحة (تباعد اجتماعي، حجر منزلي، مسحة pcr، العزل، شخص مخالط).

البشر جميعاً بمختلف الأديان والألوان والبلدان والأجناس والأفكار أصبحوا يتحدون وهاجس الوباء يسطير على الجميع ويتحدون في سبيل التقليل والقضاء على هذا الفايروس الذي لا يرى بالعين المجردة.

وتقول الحكاية كان لسقراط جار طبيب استنكر عند الملك لقب الطبيب الأول على سقراط فسأل الملك الطبيب عن طريقة إثبات أنك أنت ولست سقراط الطبيب الأول، فكان رده سأسقيه السم ويسقيني، فمن يعالج نفسه فهو الأصلح، حدد الموعد بعد أربعين يوماً انهمك الطبيب خلالها في تحضير وصفة السم التي ستقضي على سقراط فيما استدعى سقراط ثلاثة رجال أشداء وأمرهم بسكب الماء ودقه في الوعاء على مسمع جاره الطبيب وفي يوم الامتحان أعطى الطبيب السم لسقراط في حضرة الملك فشربه سقراط وأصفر لونه وأصيب بالحمى لكن بعد ساعة أخذ الدواء وعالج نفسه من سم الطبيب، ثم أمر الملك الطبيب أن يشرب سم سقراط وما هي إلا لحظات حتى وقع الطبيب صريعاً هنا قال سقراط للملك أنا لم أعطه سما بل أعطيته ماء عذب وسأشرب منه أمامك فشرب سقراط بكل ثقة وسلامة.

لقد قتل سقراط منافسه في الإيحاء وأسمعه دقات الموت على مدار 40 يوماً وما كان يدق إلا الماء لكن الوهم قتل صاحبه، ونأخذ العبرة من هذه الحكاية التاريخية: (إذا انهزمت بداخلك فلن ينصرك أحد، وإذا انتصرت من الداخل فلن يهزمك أحد).

نعم الحياة تبدلت وتغيرت إقامة منافسات جماهيرية بدون حضور جماهيري أو حضور قليل، التعليم عن بعد، تعاظمت أهمية الشاشات الذكية لكونها نوافذ تمكن الأفراد من العمل عن بعد، عدم المصافحة، زيادة التجارة الإلكترونية، وغيرها العديد والكثير من أنماط الحياة تبدلت مع الجائحة.

نعم التخلي عن بعض العادات والتعايش مع ظرف استثنائي يحتاج من الجميع اتباع الإرشادات الصحية وتطبيقها بحذافيرها، نعم نمارس الحياة دون توقف ولكن تتطلب منا شكل جديد من ارتداء الكمام، التباعد الاجتماعي لحماية أنفسنا وأحبابنا ومجتمعنا ولتخفيف الضغط على الجيش الأبيض الذي يعمل بدون كلل ولا ملل في مواجهة الجائحة.

اللهم ارفع عنا الوباء والبلاء وأنزل رحمتك ولطفك يا أرحم الراحمين.

••