البابا: جمود مفاوضات السلام “غير مقبول”
وصف البابا فرنسيس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بأنه “غير مقبول على نحو متزايد”، وحث الجانبين على اتخاذ قرارات شجاعة وخلاقة للتوصل إلى السلام.
وتحدث بابا الفاتيكان، الأحد، في مؤتمر صحفي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعدما وصل إلى بلدة بيت لحم بالضفة الغربية قبل تل أبيب، في بادرة دعم رمزية إلى تطلعات الفلسطينيين بشأن إقامة دولتهم المستقلة.
وكان البابوات السابقون يأتون دائما إلى الضفة الغربية بعدما يصلون إلى تل أبيب، غير أن فرنسيس هبط، الأحد، مباشرة على مهبط مروحيات في بيت لحم قادما من الأردن.
وقال فرنسيس: “حان الوقت لإنهاء وضع أصبح غير مقبول على نحو متزايد”، مضيفا أن “على كلا الجانبين تقديم تضحيات لإنشاء دولتين، لهما حدود معترف بها دوليا، من أجل مصلحة شعبيهما”.
وفي برنامجها الرسمي، أشارت دولة الفاتيكان إلى عباس بوصفه رئيس “دولة فلسطين”.
من جانبه، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس البابا فرنسيس الذي يزور مدينة بيت لحم إلى المساهمة في تحقيق السلام.
وقال عباس: “نعول في فلسطين على جهودكم ومساعيكم الخيرة لإحقاق حقوق شعبنا ونرحب بأي مبادرة قد تتخذونها أو تصدر عن قداستكم لجعل السلام حقيقة في الأرض المقدسة”.
وأضاف عباس: “قد أحطنا قداسته علما بنتيجة العملية التفاوضية والعثرات التي تعترض سبيلها وعلى رأسها الاستيطان والاعتداء على دور العبادة من كنائس ومساجد وبشكل يومي”.
وتابع: “الاستمرار في احتجاز آلاف الأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل الذين يتوقون إلى الحرية ويخوض في هذه الأيام عدد كبير منهم إضرابا عن الطعام منذ أكثر من 30 يوما بسبب سوء المعاملة والاعتقال دون إصدار أحكام تحت مسمى الاعتقال الإداري”.
وقالت حنان عشراوي، أحد المسؤولين بالسلطة الفلسطينية: “حقيقة أنه يأتي مباشرة من الأردن إلى بيت لحم بدون الذهاب عن طريق إسرائيل اعتراف ضمني بدولة فلسطينية”.
وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد اعترفت بالإجماع “بدولة فلسطينية” في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية-وهي أراض احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967- كمراقب غير عضو.
وليس للاعتراف معنى يذكر على الأرض حتى الآن، حيث تحتفظ إسرائيل بالسيطرة الكاملة على القدس الشرقية التي ضمتها عام 1967 وعلى الضفة الغربية.
غير أن ذلك الاعتراف مكن الفلسطينيين بالبدء في السعي لنيل العضوية في وكالات الأمم المتحدة والانضمام للمعاهدات الدولية في ترقية أخرى لوضعهم.
ومن المتوقع أن يجدد البابا دعوة الفاتيكان لحل الدولتين كوسيلة لإنهاء الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، خلال لقاءاته بعباس وخلال زيارته لإسرائيل.
اعتقال متطرفين
ومن ناحية أخرى، اعتقلت الشرطة 26 إسرائيليا في وقت مبكر من صباح الأحد لإلقائهم الحجارة على ضباط الشرطة وإحداث اضطرابات في موقع مقدس بالقدس حيث سيترأس البابا قداسا في نهاية زيارته، بحسب ميكي روزنفيلد المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية.
وقال روزنفيلد إن 150 من اليهود المتدينين تظاهروا في الموقع المقدس احتجاجا على الشائعات بأن إسرائيل ستنقل السيطرة على الموقع للفاتيكان.