فن الاحتواء

   تمارس أحياناً الكثير من التصرفات ولا تعرف كيف تحتوي الطرف الذي أمامك، مع يقينك الدائم بأن الاحتواء فن يتميز به البعض، ويحقق لهم النجاحات الكبيرة، والاحتواء مدرسة روحية فلسفية لها خصائصها، فأولى تلك الخصائص “لا تغضب” وأكررها “لا تغضب”، وثانيها “تجاهل” ففي التجاهل فن، ولكن اعرف كيف تتجاهل وأين؟ لأن التجاهل له مسارين لا ثالث لهما، احتواء دائم أو نفور لا عودة به، وثالث هذه الخصائص لا تجيب على كل الأسئلة في وقت واحد، فأغلب السياسيين الناجحين عندما يتم سؤالهم من الجهات الإعلامية وهم يعلمون غرض هذه الأسئلة، يجيبون بأجوبة غامضة وتضليلية لن تجد منها وسائل الإعلام أي إثارة، وكن على يقين بأنك إذا جمعت كل هذه الخصائص بالإضافة إلى خاصية الأخلاق والسكينة الخلقية وهي الأهم فإنك ستكون من الناجحين جداً في الاحتواء.

   لا تنسى أنْ تحتوي بالكلمة الساكنة كسكون النون في “أنْ” ولاحظ معي الفرق بين هدوء “أنْ” و”أنّ“، فالكلمات الساكنة تبث الأريحية في الأرواح المقابلة، كن ساكناً عندما يتطلب منك ذلك، فأحياناً يثير الطرف الآخر سكينتك ليعبث بوطن احتوائك، فلا تدعه يهزم وطنك من الداخل؛ لأنّ القيادة الحكيمة، والحب، والنجاح، وكل هذه الأشياء الجميلة ليست سوى احتواء.

••
محمد العراده – رئيس التحرير

Twitter: @malaradah