قلم الإرادة

النظافة والأوبئة في الكويت

قيمة النظافة من أهم القيم الإسلامية، والإسلام ينظر إليها على أنها جزء لا يتجزأ من الإيمان، والمحافظة عليها من مظاهر الإيمان ومن شروط أداء مناسك الإسلام؛ فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (الطهور شطر الإيمان)، وجعل الوضوء من شروط صحة الصلاة.

وتاريخياً فقد أعطى أهل الكويت النظافة حقها من مسكن وملبس ومأكل، لذا فالأمراض الفتاكة التي كانت منتشرة في الخليج كالكوليرا والطاعون وغيرها لم يكن لها وجود في الكويت، لهذا لما حدث الطاعون عام 1831م جعلوا لحدوثه تاريخاً، وبعد ذلك لم يحدث وباء يذكر سوى الإنفلونزا العامة آخر عام 1918.

في تقرير لويس بيلي1865م: “الكويت صحية للغاية، ولا تكاد تعرف حتى أمراض التهاب العيون الشائعة فى منطقة الخليج على مدار السنة، ولم تعرف الكويت مرض الجدري منذ آن بعيد”.

وخلال زيارة الرحالة الأمريكي “لوشر 1868م سجل إعجابه بنظافتها الملحوظة: “إن الفرق بين الكويت، وغيرها من المدن، جلي واضح في تميزها بالنظافة، فهي مدينة عربية فائقة النظافة.

ورفع قنصل هولندا في بوشهر تقرير إلى حكومته عن الكويت، وذكر في التقرير “الكويت مدينة تطالعك نظافتها ….”، وعبر ا “أرثر بينيت ” عن إعجابه الشديد بنظافة الكويت خلال زيارته لها عام 1910م،  فقال ” … هناك اهتمام، وعناية بنظافة المدينة، التي تعتبر كما رأيتها من أنظف مدن الخليج، فالبيوت مبنية على منحدرات من الحصى والرمل، ونظافة الأزقة تجعل المرء لا يندهش عندما يعرف أنه لا توجد ملاريا هنا، كما أن الأمراض الأخرى نادرة أيضاً”.

أول طبيبة عملت في الكويت الدكتورة “إليانور كالفرلي” بأنه مكاناً نظيفاً وصحياً بالنسبة إلى الجوار، فتقول: الكويت بلد متميزاً صحياً إذا قارنها بالبلدان المجاورة فلم تعرف الكويت الملاريا والتيفوس المنتشرة في غيرها، اللهم إلا حالات مقتصرة على قادمين من خارج الكويت، كما أنه لم تعرف أي حالة من حالات الطاعون أو الكوليرا -حسب علمي- علماً بأن الإصابة بهذه الأمراض كانت شائعة في الموانئ الأخرى بالخليج.

ومع فيروس كورونا اعتبر الدكتور إيزاك بوغوش الباحث السريري في معهد أبحاث مستشفى تورنتو العام (TGHRI) في كندا ومستشار الحكومة الكندية أن الكويت تسير على الطريق الصحيح في مواجهتها لانتشار فيروس كورونا المستجد، لكنها تمر بالمرحلة الأشد صعوبة حالياً، مشيداً بتحرّكها المبكر لتطبيق التباعد الاجتماعي وإغلاق الأماكن العامة وإجراء الفحوص التشخيصية، ما جعلها في وضع صحي أفضل مما هو في كثير من الدول.

••

شباب عبد الله الهاجري – باحث في التاريخ

Twitter: @ALrashedshbabb

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى