قصيرة الحياة .. لا تجرح أحد
أخلاقك هي مقياس شخصيتك التي نراها، فأنت لست وجهك الجميل الذي سيشحب يوماً ما، أو هيبتك العظيمة التي ستنتهي مع انتهاء الفترة الزمنية لمنصبك الذي يجاملونه، أنت روحك وجوهرها، تعاملك، أخلاقك التي نريد لها أنْ تستمر كما يحلو لنا، هكذا نتقبّلك، عندما نراك شخصاً آخراً ليس كما يراك الآخرون، لهذا فللعمق لغة لا يفهمها إلا من يحب، هذا الرابط السايكلوجي المهيب الذي لا يعرف سرّه إلا من اقترب، ولأنّ الحياة قصيرة فلا تجرح أحد، سيمضي بك العمر وستجد من يحبك وأنت لا تبادله أي مشاعر بالاهتمام، على الأقل حينها بادل هذه المشاعر بالاحترام والتقدير، وأتح لنفسك الفرصة لمعرفة كافة التفاصيل، ولتكن حكماً منصفاً، وإياك وجرح الآخرين.
لتعلم بأنّ الأرستقراطيين لا يهينون بالكلام ولا يقسون، ولكنهم يستخدمون أسلوباً منهجياً آخراً للإقصاء الناعم، ولتكن لغتك القاسية ناعمة بطريقة أرستقراطية حقّة، ولا تجرح أرواح الآخرين بكلمة خادشة قد لا تشفى عمراً كاملاً، ولتترك أثراً طيباً لأولئك الذين أحبوك حتى عند رحيلك، وإياك وكلمة وداعاً فهي خاتمة لا عودة بها، وتمسّك بـ “إلى اللقاء” ففيها كثير من الحكمة والتفاؤل حتى وإنْ كانت في روحك“وداعاً“، ولتكن نبيلاً فالدبلوماسية لغة حوار أخرى إذا أجدتها أجدت الحياة براحة أبدية.
••
محمد العراده – رئيس التحرير
Twitter: @malaradah