قلم الإرادة

سحابة صوف

   لو افترضنا مثلاً, أن الحكومة هداها الله وقررت أن “اللي فات مات” وأن مطالب المعارضة فيما يخص الأربع أصوات والحكومة المنتخبة مستحقة. وقررت أيضاً تحديد شهر لإجراء الانتخابات على ضوء التطور الجديد ولكن لها شرط واحد وهو أن تقدم المعارضة خلال اسبوع واحد فقط تصوراً شاملاً  “ما يخرش المية” لتطبيق آلية الحكومة المنتخبة (بشكلها الصحيح المتعارف عليه ديموقراطياً) على ضوء مواد ونصوص دستور 1962 الحالي وبدون أي تعديل.

 

أعتقد أن المعارضة ستقضي اليوم الأول والثاني والثالث والرابع من أسبوع المهلة في تلقي التهاني وإجراء اللقاءات مع القنوات الفضائية تتلهى بعصر أثير الميكروفونات حتى آخر قطرة فرحاً بانتصارها على الحكومة وفي اليوم الخامس ستتقدم بطلب ترخيص مسيرة  كبرى بمناسبة خضوع الحكومة للمطالب الشعبية !! وفي اليوم السادس ستقيم مسيرة حاشدة تلقي فيها الخطب وتذرف الدموع وتوزع الابتسامات وتنشد الشيلات حتى صياح ديك فجر اليوم السابع الذي ستجتمع فيه المعارضة مع خبرائها الدستوريين محاولة صنع نسج ثوب حريري للحكومة المنتخبة من صوف الدستور الحالي !! ولكن هيهات ! ستحاول المعارضة وتحاول عبثاً إجراء النكاح المستحيل وستفشل حتماً فى جمع رأس الحكومة المنتخبة مع رأس النصوص الحالية ما دام جسد الواقع الدستوري كاثيولكى لا يقبل إلا برأس واحد فقط !! وعندما تأتى “صباحية” اليوم الثامن وبعد هروب العروس الحكومة المنتخبة من “الدريشة” وبقاء الدستور وحيداً على سرير المرض كل ما ستقدمه ستقدم المعارضة إلى الحكومة هو قصاصة ورقة صغيرة فيها:  أنه بعد بسم الله الرحمن الرحيم …. أستري على ما واجهتِ !!

 

التبشير بالحكومة المنتخبة وفق الدستور الحالي وبدون تعديلات هو محض هراء مهما حاولت المعارضة لي أعناق النصوص و”ترهيمها ” في “كراجات” الخطابات فلن تخضع لها أبداً رغم حسن نواياها حقيقة أن سحابة “الصوف” لا تمطر حريراً.

 

مواسم الغبار في الكويت نوعين لا غير، النوع الأول يسمى محلياً “بالعج” ويصنعه تقلب الرياح في بعض الشهور، أما النوع الثاني فلا شهر محدد له إن كان يكثر في مواسم الانتخابات ومن واقع تجربة فقط إسأل المعارضة عن شكل الحكومة المنتخبة في ظل الدستور الحالي وتأكد أنك مع أول حرف جواب ستكون: طاير … طاير في العجة!!

 

فالح بن حجري ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية

 

Twitter: @bin_7egri

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى