قلم الإرادة

شركاء الأرض

85 ألف من البشر الذين يعيشون على هذه الأرض الطيبة غير محددين الهوية، دون مستندات رسمية، دون شهادات ميلاد أو توثيق لعقود الزواج، بغض النظر عن الأحقية في الجنسية الكويتية من عدمه، لم أكتب هذا المقال لأثبت شيء كتبوا عنه الجميع ممن ينتمون لمؤسسات المجتمع المدني والمدافعين عن حقوق الإنسان وكانوا الـ 85 ألف الورقة السياسية الرابحة لكل مرشح في الانتخابات أو ممن يريد أن ينظر في السياسة له إحدى الطريقين إما أن يطعن في عمل الحكومة أو عن طريق هذه الفئة المظلومة التي ظلمتها الظروف والمجتمعات والأجداد، بغض النظر لمن نوجه له أصابع الاتهام تبقى الحقيقة الوحيدة بأن لدينا 85 ألف إنسان على هذه الأرض من عشرات السنين لهم نفس المطلب ونفس الحق بأن يكونوا جزء من هذا المجتمع وظلوا يثبتون إخلاصهم وارتباطهم بهذه الأرض التي لا يعرفون سواها ولم يتنفسون غير هواها، بغض النظر للظلم بأنهم يعملون ولا يتمكنون من أن يحصلوا على أدنى حقوقهم وهو مرتبهم الشهري من البنوك لمجرد عدم قدرتهم على استخراج أوراقهم الرسمية، بغض النظر عن كل ذلك.

85 ألف طاقة بشرية جزء كبير منها على درجة علمية عالية أثبتت أنه في الأزمات تقف جنباً إلى جنب إخوانهم في الأرض يدافعون عن ترابها ويحملون همها على الرغم بأن أغلبنا لم يحاول أن يهتم لهم من همومهم، وفي ظل الأزمة الحالية وقبلها الغزو العراقي الغاشم الذي سقط العديد منهم شهداء وأسرى حباً للكويت، ورغبة في إثبات دورهم نساء وشباب في الذود عن هذه الأرض وسلامتها لمجرد أنهم واثقين بأنهم أبناء هذه الأرض وجزء منها.

أما آن الأوان أن نرد لهؤلاء جميلهم وعرفانهم باستحقاقهم الجنسية تحت بند الخدمات الجليلة، وهل هناك أكثر وأنبل من هذه المواقف المستحقة لمنحهم صك العرفان بالعيش معنا متساوين، وهل من تحصل عليها من مغنيين وفنانيين وأزواج وزوجات لكويييتين أحق منهم في ذلك؟؟ مجهودهم وفضلهم علينا جميعاً، لكم منا جزيل الشكر وعظيم الامتنان ونستسمح منكم إذا لم يكن بمقدورنا سوى إنصافكم بهذا المقال لقول ما يجول في خواطرنا ويحق علينا وسنسأل عنه في يوم لا ريب فيه.

ونسأل الله أن يحق الحق ويحفظنا وإياكم سالمين غانمين مخلصين لهذا الوطن.

••

المحامية/ أسما العبد الرحمن – كاتبة في صحيفة الإرادة الإلكترونية

Twitter: @kookitaavocate

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى