أمريكا أم نحن أمة عظيمة؟
أحياناً كثيرة يسأل الإنسان نفسه عن السر الذي جعل من الولايات المتحدة الأمريكية القوة الوحيدة سياسياً واقتصادياً وعسكرياً وكيف لهذا البلد الذى لا يتعدى عمره المئتي عام أن يصبح القطب الأوحد متزعماً العالم الحر؟ كل هذه الأمور جعلتني اسأل نفسي أنحن أمة عظيمة؟ عقولنا كالبشر سليمة؟ هل جيناتنا هي جيناتهم نفسها؟ لم أجد الأجوبة عن أسئلتي هذه! لكن وبكل صراحة أهنئ كل مواطن أمريكي أو كندي أو غربي على ديمقراطية بلاده، نعم يجب أن تُحترم دول تدار بمثل هذه الشفافية، لقد حان الوقت لكي نتعلم منها حب البلاد والخوف على مصالح شعوبها والولاء الكلي للأوطان وليس للأشخاص وبدلاً من الظهور على شاشات التلفاز وتحريم هذا وتحليل ذاك، وأنا ابن فلان وأصيل وغير أصيل وأنا أستحق أكثر من الآخر بنظر الأصيل مخترع الطائرات والغواصات!! كل دولنا العربية تفكر بعقلية الأصيل إلا من رحم ربي، يا ليتنا نجد تفسير لمصطلح كلمة “أصيل” واذا كان المعنى الأقدمية وعدد سنوات التاريخ فماذا تقول الحضارات التى تمتلك آلاف من السنين عن كلمة أصيل؟ وأما إذا كانت كلمة أصيل لأصحاب المال فقط إذن السيد “بل جيتس أبو الأصل” …. آن الأوان لأن نعترف أن العيب فينا وعلى سبيل المثال أن النظام إذا كان مرتبطاً بشخص واحد ينهار بانهيار هذا الشخص تماماً كما كانت قبائل الهنود الحمر فى أمريكا الشمالية تنهار بمجرد مقتل زعيمها وهذه سمة الأنظمة الديكتاتورية تبنى جيوشها على حجمها وحسب احتياجاتها وينتهى دورها عندما تنتهي هذه الأنظمة أما الأنظمة الديمقراطية فإنها تبني مؤسساتها المدنية والعسكرية حسب احتياجات الدولة ومصالحها وبتسلسل قيادي متماسك قادر على الإمساك بزمام الأمور ولو انهارت القيادة العليا لأي سبب من الأسباب وهي قادرة بآليتها الذاتية أن تفرز قيادات جديدة باستمرار.
وفي ظل الربيع العربي والحراك الشبابي وبرأي المتواضع يجب أن نكون مؤهلين كشعوب وأشخاص بعقيلة قبول الآخر واحترامه وألا نكون غوغائين فقط “مع الخيل يا شقرا” إذا أردنا ديمقراطية حقيقة يجب أن نعرف معناها قولاً وفعلاً حتى نصل إليها، الغرب دفع فاتورة كبيرة جداً “خمسون مليون قتيل” حتى وصل إلى ديمقراطية حقيقية ومعنى كرامة إنسان، وأتمنى ألا ندفع فاتورة الغرب ولا نحتاج للقتال نحتاج إلى زعماء يستمعوا إلى آراء معارضيهم ويحاولوا تصحيح الأخطاء بالطرق السلمية، نحتاج إلى أن يكون المسؤول قريب إلى هموم المواطن العربي، أقدم لكل مسؤول عربي نصيحة، أن يقوم بزيارات ميدانية إلى جميع وزارات الدولة وكشف الكثير من أمور التسيب وتغيير مدراء إذا وجد هناك أي خطأ والتركيز أيضاً على الثلاثي المتخلف الشهير فى الوطن العربي “وزارة التربية والصحة والداخلية” ونشر كل هذه الزيارات بالصحف حتى يعلم جدية الإصلاح وتكون الزيارات الميدانية صحيحة وغير مفتعلة كما فعلها سابقاً الخليفة عمر بن عبد العزيز، وعلى الزعيم والمسؤول العربي أن يختار فى ظل الحراك الشبابي مستشار من الشباب الذين يطالبون بالإصلاح حتى يضع تطلاعاته المستقبلة ممثلاً كافة الشباب ويتم تدويره كل فترة معينة لتقديم كل ما يدور بعقلهم من باب الإصلاح وعليك بالتسويق لكل أعمالك الإصلاحية الحالية أيها المسؤول العربي، إبدأ بتغيير كثير من المناصب التى هي شكلية لم يسمع بها المواطن ولا يوجد لها أي عمل ولا حاجة “فاضي وعامل قاضي” تقربوا إلى شعوبكم، لا تتخم رصيدك بالمليارات وقد تذهب مع الريح خذ حاجتك وأكثر أيضاً، “وأذكركم بمليارات القذافي الأهبل وبن علي وحسني وأبناؤه” فلو صرفت على ديون مواطنيهم أو تنمية دولهم هل تتوقع أنهم ذهبوا إلى مزبلة التاريخ؟ لكن صدق المثل الذى يقول: “حتى المال ما يغني فقير المرجلة والضمير والتنمية”.
عبد الفتاح الدربي ـ كاتب وإعلامي
Email: [email protected]