قلم الإرادة

59 عاماً على الاستقلال .. تاريخ وأبطال

إنها الكويت التي لطالما أبهرت الجميع في حنكتها وسياستها على الرغم من مساحتها الصغيرة التي لا تتجاوز 18,000 كيلو متر مربع، «أرض الصداقة والسلام» كما يطلقون عليها، وواحة الحرية العربية، ومنبر الصحافة الإقليمية، هي الكويت التي تحتفل هذه الأيام بأعيادها الوطنية المجيدة، رافعة راية السلام الدولية، مؤمنة بما تفعل ويؤمن الجميع بأفعالها، بمواقفها العربية والإسلامية المشهودة، رغم الشتات والصراعات العربية العربية والإسلامية الإسلامية، إلا أن دولة الكويت تأبى إلا أن تكون قاضياً منصفاً أو شاهد خير يؤمن بالصلح الأخوي.

في عام 1961 م استقلت دولة الكويت استقلالاً تاماً وتم إلغاء المعاهدة البريطانية، وكانت من أوائل الدول في المنطقة التي أعلنت استقلالها وتحديداً في التاسع عشر من يونيو/ حزيران عام 1961 م ومنذ قبل ذلك الحين كانت الكويت بلسماً للجراح، فمواقفها مشهودة في القضايا العربية والإسلامية، وقضيتها الأولى هي القضية الفلسطينية والوحدة والسلام، فمنذ انضمام دولة الكويت للجامعة العربية في نفس العام تمسكت الكويت بقوميتها العربية والتي نص دستورها في مادته الأولى: «الكويت دولة عربية مستقلة ذات سيادة تامة ولا يجوز النزول عن سيادتها أو التخلي عن أي جزء من أراضيها، وشعب الكويت جزء من الأمة العربية»، حيث تمسّكت الكويت بالدفاع وببسالة عن القضية الفلسطينية العربية وعن وحدة لبنان وتماسك الدول العربية، وحتى انضمامها بالعضوية رقم 111 في الأمم المتحدة عام 1963 م، سعت الكويت بفضل حكمة قيادتها للدفاع عن قضايا السلام الدولية، وحقوق المستضعفين في العالم، متمسكة بالقيم الدولية، ثابتة في خطاها، ومنذ ذلك الحين وحتى اليوم في عام 2020 م ما زالت الكويت في مسارها الثابت والواضح والذي لم يتغير على الرغم من مرور الأعوام وتغير السياسات الدولية، حتى توج أميرها المحنك والدبلوماسي الأول بلقب أمير الإنسانية الدولية، فلم ينسى سموه القضية الفلسطينية، ولم ينسى العراق وإعماره، وسورية وشعبها من سياسته، فاحتضن المؤتمرات الدولية الداعمة للدولتين والشعبين الشقيقين؛ بل أن سياسته النابعة من السياسة الشعبية المتماسكة استمرت وبدعم لرئيس مجلس الأمة الكويتي السيد مرزوق الغانم بالدفاع وببسالة عن القضايا الثابتة أمام البرلمانات الدولية، وآخرها رفض صفقة القرن في العاصمة الأردنية عمّان.

منذ 59 عاماً والكويت ولّادة بالأبطال، حافلة بالإنجازات، مليئة بأصحاب القيم والمبادئ ومستمرة في ذلك، فمساحات الدول ليست مقياساً وإنما أعمالها، ويشهد لها بذلك القاصي والداني في كل أرجاء المعمورة، فأعمال الكويت الإنسانية تعرفها وتشهد لها القارة الإفريقية، وآسيا الشرقية وأوروبا وكل الدول.

كل عام و دولة الكويت بخير وبقيادة حكيمها القائد الإنساني حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه، وكل عام وشعبها النبيل بخير، وكل عام وثباتها قائم ومستمر، وكل عام والقضية الفلسطينية هي قضيتنا العربية والإسلامية الأولى، والسلام الدولي مسارنا، رافضين الحروب والدمار الدولي، مؤمنين بالسلام الدولي، مؤمنين بوحدة دول مجلس التعاون الخليجي والإخاء، هدفنا الوحدة والتماسك وإلى الأبد.

••

محمد العراده – رئيس التحرير

Twitter: @malaradah

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى