تواصل الاحتجاجات الشعبية في العراق

تواصلت اليوم الاحد الاحتجاجات والاعتصامات في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب لتدخل يومها الرابع بعد المئة فيما شل الاضراب معظم الجامعات والكثير من الدوائر الحكومية في وسط البلاد وجنوبها في الوقت الذي باشرت السلطات الامنية تحقيقا في عدد من حوادث الاغتيال والاستهدافات التي تطال المحتجين.
وقال ناشطون وطلبة جامعات لـ «كونا» ان الاحتجاجات متواصلة في ساحة التحرير وسط العاصمة فيما يتوافد العديد من طلبة الجامعات الى الساحة في اصرار على التمسك بالاضراب لحين تحقيق المطالب.
ورفع المحتجون على المطعم التركي القريب من الساحة صورة كبيرة لرئيس الوزراء العراقي المستقيل عادل عبدالمهدي ومكتوب عليها (عودتك مرفوضة) وذلك في اشارة لرفض المحتجين للتسريبات التي تتحدث عن سعي بعض القوى السياسية لاعادة تكليف عبدالمهدي بالمنصب مرة اخرى.
اما في محافظة ذي قار جنوبي البلاد فذكر مصدر في الشرطة ان المحتجين اقدموا صباح اليوم على قطع ثلاثة جسور حيوية في مدينة الناصرية كبرى مدن المحافظة.
واضاف المصدر ان الدوام في المدارس الابتدائية والثانوية عاد بشكل تدريجي فيما استمر الاضراب في جميع الجامعات والكليات الحكومية والاهلية في المحافظة مع انضمام الطلبة الى المحتجين في ساحة الحبوبي وسط الناصرية.
وفي محافظة النجف ذكر ناشطون وشهود عيان ان المحتجين اقدموا على قطع الطريق المؤدي الى مطار النجف بالاطارات المحترقة فيما قطع اخرون الجسر الذي يربط المدينة بقضاء الكوفة المجاور قبل ان يعيدوا فتحهما في وقت لاحق.
وفي محافظة واسط جنوب بغداد تلا المتظاهرون مساء امس بيانا في ساحة الاعتصام وسط المدينة اكدوا فيه استمرار الاضراب في جامعات المحافظة ورفضهم لمطالبات وزارة التعليم العالي باستئناف الدوام.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو وصورا للاحتجاجات في محافظات بابل وميسان والديوانية والمثنى حيث يواصل طلبة الجامعات اضرابهم.
وذكرت وكالة الانباء العراقية اليوم ان رئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي وجه بتشكيل لجنة تحقيق للنظر في استهداف المتظاهرين بمحافظة كربلاء مساء امس.
وكانت الشرطة العراقية اعلنت ليل امس اصابة ثلاثة اشخاص بجراح متباينة اثر قيام مسلحين باطلاق النار على المحتجين في ساحة التربية وسط مدينة كربلاء.
بدوره وجه وزير الداخلية العراقي ياسين الياسري بارسال فريق عالي المستوى من الوزارة للتحقيق في حادث اغتيال الصحفيين احمد عبدالصمد وصفاء غالي بمحافظة البصرة يوم الجمعة الماضي.
وذكرت وزارة الداخلية في بيان ان الوزير وجه فريق التحقيق بعدم العودة الى بغداد لحين اكتمال التحقيق والكشف عن الجناة متوعدا “القتلة بأشد العقاب ليكونوا عبرة لمن تسول له نفسه العبث بأمن العراق واستقراره”.
وقتل الصحفيان وهما يعملان لصالح قناة دجلة الفضائية يوم الجمعة الماضي على يد مسلحين مجهولين اثناء تغطيتهما للاحتجاجات في محافظة البصرة.
وانطلقت الاحتجاجات في الاول من اكتوبر من العام الماضي لتهدأ بعد اسبوع واحد قبل ان تستأنف في ال25 منه وحتى اليوم للمطالبة باسقاط الحكومة وتعديل الدستور.
ونجح المتظاهرون في ارغام الحكومة على الاستقالة ودفع البرلمان الى حل مجالس المحافظات واقرار قانون جديد للانتخابات وتشكيل مجلس جديد لادارة مفوضية الانتخابات.
ورافقت الاحتجاجات اعمال عنف وقتل واختطاف اودت بحياة اكثر من 500 متظاهر والاف الجرحى وسط تعتيم حكومي على حصيلة الضحايا.