بوتين يلتقي أردوغان في روسيا قبيل انتهاء مهلة وقف إطلاق النار شمال سوريا

قبيل ساعات من انتهاء مهلة وقف إطلاق النار في شمال سوريا، يلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي رجب طيب أردوغان في سوتشي بجنوب روسيا للتباحث حول “مكافحة الإرهاب الدولي”، انطلاقا من حرص موسكو، على تفادي عودة الجهاديين في سوريا، علما بأن نحو 12 ألف جهادي من تنظيم “الدولة الإسلامية” معتقلون في سجون الأكراد، ويمكن أن يشكل الهجوم التركي فرصة لفرارهم.
يلتقي فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان الثلاثاء في مدينة سوتشي الروسية قبل بضع ساعات من انتهاء المهلة التركية للمقاتلين الأكراد في شمال سوريا المهددين بهجوم جديد بعد هدنة قصيرة.ومن المقرر أن يبدأ اللقاء بين الرئيسين الروسي والتركي ووفديهما في المنتجع في جنوب روسيا قرابة الساعة 13,00 (10,00 ت غ) على أن يعقبه مؤتمر صحفي.من جهته، قال الكرملين لوكالة أنترفاكس للأنباء إن المحادثات بين بوتين وأردوغان ستتناول “مكافحة الإرهاب الدولي”، انطلاقا من حرص موسكو، على غرار الغربيين، على تفادي عودة الجهاديين في سوريا، علما بأن نحو 12 ألف جهادي من تنظيم “الدولة الإسلامية” معتقلون في سجون الأكراد، ويمكن أن يشكل الهجوم التركي فرصة لفرارهم.وشن الرئيس التركي الذي يطالب بمنطقة آمنة عند حدود بلاده، عملية عسكرية بداية تشرين الأول/أكتوبر في شمال شرق سوريا على وحدات حماية الشعب الكردية التي تصنفها أنقرة “إرهابية” رغم تحالفها مع الغربيين ضد تنظيم “الدولة الإسلامية”.وعلق هذا الهجوم منذ الخميس في ضوء هدنة تفاوض عليها الأتراك والأمريكيون. لكن وقف إطلاق النار ينتهي الثلاثاء في الساعة 19,00 ت غ وأكدت تركيا أنها ستستأنف هجومها إذا لم ينجز المقاتلون الأكراد انسحابهم.
وأكد أردوغان قبل توجهه إلى روسيا أن “عملية (وقف إطلاق النار) تنتهي اليوم عند الساعة 22,00 (19,00 ت غ). إذا لم يتم احترام الوعود التي قطعها الأمريكيون، ستُستأنف العملية بعزم أكبر”.
أردوغان يرفض تمديد وقف إطلاق النار
ورفض أردوغان دعوة وجهها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاثنين إلى تمديد وقف إطلاق النار.
وصرح “لم أتلق اقتراحا مماثلا من ماكرون. ماكرون يلتقي الإرهابيين وقد اختار هذه الوسيلة ليبلغنا اقتراح الإرهابيين”.
وإذا كانت موسكو أعلنت تفهمها لبعض المطالب التركية، فإنها احتوت في الواقع طموح أنقرة عبر تشجيع الحوار بين دمشق والأكراد.
وفي هذا السياق، استعادت قوات النظام السوري بناء على طلب كردي مناطق كانت في أيدي المقاتلين الأكراد بخلاف رغبة أنقرة.
وذكر أحد مستشاري الكرملين يوري أوشاكوف الاثنين ردا على سؤال عن المحادثات بين بوتين وأردوغان “الأمر الأساسي بالنسبة إلينا هو تحقيق استقرار دائم لسوريا والمنطقة، ونرى أن ذلك ليس ممكنا إلا بإعادة وحدة أراضي سوريا”.
الأسد: معركة إدلب هي “الأساس” لحسم الحرب في سوريا
من جانبه، زار الرئيس السوري بشار الأسد خطوط الجبهة الأمامية في بلدة الهبيط في محافظة إدلب في شمال غرب البلاد، وفق ما أعلنت حسابات الرئاسة على مواقع التواصل الاجتماعي الثلاثاء.
وأكد الأسد أن معركة إدلب هي “الأساس” لحسم الحرب في سوريا.
منطقة آمنة
ويطالب الرئيس التركي بمنطقة آمنة بطول 444 كلم على الحدود بين البلدين. ولكن بعد عودة القوات السورية إلى المنطقة الشمالية الشرقية، تم خفض سقف هذا المطلب لتجنب أي مواجهة مباشرة.
وفي مرحلة أولى، يطالب أردوغان بـ”منطقة آمنة” تمتد من مدينة تل أبيض التي سيطرت عليها أنقرة في بداية الهجوم حتى بلدة رأس العين التي انسحب منها آخر المقاتلين الأكراد الاحد، أي بطول 120 كلم.
لكن توسيع هذه المنطقة يستوجب تفاهما مع روسيا.
وإضافة إلى سعيها لإبعاد القوات الكردية من حدودها، تريد تركيا أن تنقل إلى الأراضي السورية قسما من نحو 3,6 ملايين لاجئ سوري يقيمون على أراضيها. وأشار وزير الدفاع التركي خلوصي أكار الاثنين إلى أن “مليوني” سوري سيتم نقلهم.
وأسفر الهجوم التركي حتى الآن عن مقتل 114 مدنيا ونزوح 300 ألف آخرين، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وما سهل الهجوم التركي، انسحاب الولايات المتحدة العسكري من شمال شرق سوريا في قرار مفاجئ للرئيس دونالد ترامب أثار تنديدا أمريكيا ودوليا