الوطن ووسائل التواصل

في بداية الأمر إن حب الوطن والانتماء لهو أغلى ما نملك، وإن الوطن هو أثمن ما يعتز به الإنسان، وإن الولاء للوطن والاعتزاز والفخر به هو ما تربينا عليه.
إن حب الوطن وأمنه واستقراره واجب شرعي وديني لا يجب المساس به، كما إننا أدركنا “نحن الوطن والوطن نحن”.
كتب إخواني وأخواتي الكتاب الكثير من المقالات عن حب الوطن ولن أزيد عما كتبوا حتى ولو حاولت، فأنا اليوم سأكتب عن موضوع آخر متصل بحب الوطن.
في معترك الحياة الصاخب، ووجود العديد من التقلبات والمتغيرات التي تطرأ على الحياة بشكل يومي هنا وهناك يبقى الأمل بالله هو الشمعة التي تنير العتمات، وتفسح الطريق لما هو قادم، وترسم الابتسامة على الدرب، لنصل إلى المنجزات التي نريدها ونطمح إليها، والدافع الأخير عندما تنقطع السبل لإنجاز الطموحات والأحلام.
مملكتنا الحبيبة مستهدفة بأمنها واستقرارها، إن واقع منطقتنا وتداعياته الخطرة حيث نعيش مرحلة استثنائية لعلها الأخطر على حاضرنا ومستقبلنا بعد أن تحولت المنطقة إلى ساحة للصراعات والنزاعات والعصبيات وتصفية الحسابات.
إن وسائل التواصل الاجتماعي تعج بالحسابات الوهمية المغرضة وأصبحت أداة للفتن والابتزاز والهدم ونشر الإشاعات، لا أحد يستطيع أن ينكر تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في تكوين الرأي العام محلياً وعالمياً. وباتت هذه الوسائل تشغل مساحة واسعة جداً من حياة الناس وأصبحت منافساً قوياً لوسائل الإعلام التقليدية في بث المعلومة والمتابعة الجماهيرية نظراً لما تملكه من سرعة في نشر المعلومة والصورة وقدرتها على التفاعل بين الأشخاص.
من هنا أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي سلاحاً ذا حدين أحدهما إيجابي يسهم في تنمية الفكر والوعي وتشكيل كتلة رأي عام ضاغط في اتجاه ما، وآخر سلبي من خلال ما تنشره هذه المنصات من معلومات غير مؤكدة وكذلك إمكانية إنشاء صفحات وحسابات مزيفة تحت أسماء وهمية أو حتى انتحال أسماء مشهورة لبث الشائعات والأفكار المدسوسة تحت عناوين وطنية لا يستطيع المتابع العادي اكتشافها إلا بعد فوات الأوان.
إن واجبنا كوطنيين محبين لهذا البلد المعطاء ألا نعطي لأعدائنا الفرصة ليدخلوا علينا من خلالها (أعني وسائل التحريض الاجتماعي).
حمى الله بلادنا وقيادته الحكيمة وشعبه الوفي من كل حاقد غيور يريد الدمار على البناء من داخلنا وخارجها.
••
سامي بن أورنس الشعلان – كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @soalshalan
Email: [email protected]