قلم الإرادة

العلاقات الكويتية – المصرية

تعتبر العلاقات الكويتية – المصرية المتجذرة عبر تاريخ البلدين، نموذجاً يحتذى به في العلاقات الدولية، فإن شأن الكويت مع مصر حكومةً وشعباً كان ولا يزال في المحل الأسمى من هذه العلاقات مع تعاقب الأزمنة، واختلاف الأحوال، بدءاً من العلاقات الثقافية التى ضربت جذورها في عمق العلاقات بين البلدين، فاستقبلت مصر في عام 1939 أول بعثة طلابية من الكويت إيماناً منها بأنها في وطنها الثاني، أسست البعثة الكويتية “بيت الكويت في القاهرة” وخرجت منه واحدة من أهم المجلات الثقافية فى تاريخ الكويت الحديث، مجلة  “البعثة” برئاسة المفكر والأديب المعروف عبد العزيز حسين، كما أسهمت البعثات التعليمية المصرية في الكويت في بناء عصر التنوير والنهضة فيها.

ومنذ تأسيس العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين مصر والكويت، و من إعلان استقلال الكويت رسمياً بدأت العلاقات بين الجانبين في التنامي المطرد حيث سرعان ما جرى تبادل السفراء، وجرى التنسيق السياسي بين البلدين الشقيقين على أعلى المستويات.

فأسهمت الكويت فى تخفيف أعباء الأزمات الاقتصادية التى واجهتها مصر وهي تتصدي للعدوان الإسرائيلي خلال حرب يونيو وأكتوبر، كما شارك الجيش الكويتي في الدفاع تراب مصر في تصديها للدفاع عن أرضها خلال الحروب التى خاضتها مع إسرائيل، وضحى أبناء الكويت بدمائهم وهم يدافعون عنها، وفي المقابل فقد ردت مصر هذا الجميل من خلال مشاركة الجيش المصري بجانب الجيش الكويتي فى تحرير الكويت.

أما على الصعيد الاقتصادي فقد شهد البلدين تعاون مشترك في مختلف المجالات، وخلال الفترة ما بين 1961-2018 م وقع البلدان نحو 114 اتفاقية تعاون ومذكرة تفاهم، وهو ما يعكس مدى عمق وقوة العلاقات بين البلدين الشقيقين، فضلاً عن الشراكة الطويلة والمثمرة بين مصر والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية منذ نشأته؛ حيث بلغ عدد المشروعات الممولة من قبل الصندوق الكويتي نحو 48 مشروعاً في مختلف القطاعات التنموية والحيوية في مصر، وقد بلغ إجمالي القروض المقدمة من الصندوق الكويتي إلى مصر حتى أواخر 2016 ما يزيد عن 2.7 مليار دولار أميركي.

وتأتي زيارة الرئيس السيسي الأخيرة إلى الكويت، وهي الثالثة له منذ توليه الرئاسة في يونيو/ حزيران، استكمالاً للزيارات المتبادلة بين البلدين الشقيقين، والتي تستهدف النهوض بالتعاون الثنائي في كافة مجالات العمل المشترك، من أجل تعزيز علاقات التعاون التاريخية الراسخة والمتنامية بين البلدين والشعبين الشقيقين في مختلف المجالات الحيوية، إيماناً بوحدة الهدف والمصير والتطلع إلى مستقبل مزدهر.

وتعيش مصر لأول مرة منذ تولِّي الرئيس عبد الفتاح السيسي الرئاسة البلاد عودةً للأجواء التي سبقت يوم 25 يناير/كانون الثاني 2011، تاريخ انطلاق الثورة المصرية.

فعلى الرغم من أنه لم يحدث أي تغيير على الأرض، إلا أنَّ الدعوات التي وجَّهها المقاول المتمرد محمد علي، وردود الأفعال، والأجواء، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي تبدو مختلفة عن كل الدعوات المماثلة التي تمت قبل ذلك.

••

شباب عبد الله الهاجري – كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية

Twitter: @ALrashedshbabb

مقالات ذات صلة