إقليمي وعالمي

الولايات المتحدة: بايدن يتعرض لهجمات حادة من منافسيه خلال المناظرة الثانية للديمقراطيين

شهدت المناظرة الثانية بين الديمقراطيين في الولايات المتحدة الأربعاء سجالا حادا ، لا سيما بين المرشح الأوفر حظا جو بايدن ومنافسيه الذين لم يتوانوا عن التطرق لكافة مواقفه منذ دخوله معترك السياسة منذ قبل نصف قرن. وبرغم خلافاتهم، أجمع المرشحون في افتتاح مداخلاتهم على تأكيد قيم الوحدة من أجل التغلب على ترامب واستعادة “الروح” الأمريكية.

أجرى عشرة مرشحين لخوض الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة مساء الأربعاء مناظرة حادة، وحظي المرشح الأوفر حظا جو بايدن بنصيب الأسد من الهجمات من قبل منافسيه الذين تطرقوا إلى كافة مواقفه منذ دخوله معترك السياسة قبل نحو نصف قرن. واللهجة أصبحت أكثر حدة ، وبخاصة في ما يتعلق بسلوكه في قضايا القضاء الجنائي، والهجرة وحقوق النساء.

ولدى وصوله إلى مسرح المناظرة بادر بايدن كامالا هاريس البالغة 54 عاما بالقول “كوني لطيفة معي يا فتاة”، إلا أن المرشحة لم تلب طلبه. فقد هاجمته لدعمه حتى الماضي القريب قانونا يحظر استخدام الأموال الفدرالية لتمويل عمليات الإجهاض.

وعلى نقيض أدائه الباهت في المناظرة الأولى، بادر بايدن لمهاجمة هاريس إحدى أبرز منافساته في تلك المناظرة، على خلفية مواقفها في ما يتعلق بالرعاية الصحية قائلا “لنكن صريحين، لا يمكنك التغلب على دونالد ترامب مع ازدواجية خطابك على هذا الصعيد”.

هجمات من كل صوب وحدب

وردت السناتورة السوداء على هجومه بالعودة إلى الموضوع الذي شكل محور المواجهة الأخيرة بينهما في المناظرة السابقة: علاقاته قبل عقود بأعضاء من الكونغرس دعوا إلى الفصل العنصري.

وقالت “لو تمكن دعاة الفصل العنصري هؤلاء من فرض آرائهم لما أصبحت سناتورة اليوم”، مضيفة “ولما كان باراك أوباما قادرا على تسميتك” نائبا له.

من جهته، انتقد السناتور كوري بوكر بايدن الذي تولى منصب سناتور على مدى 36 عاما لمشاركته في “كل القوانين الجنائية” منذ سبعينيات القرن الماضي، والمسؤولة عن توقيف ملايين الأمريكيين.

وقال بوكر إن “في السجون اليوم أشخاصا محكومين مدى الحياة” بسبب هذه القوانين، مضيفا “لا نتكلم عن الماضي، نحن نتكلم عن الحاضر”.

كذلك هوجم بايدن لرفضه وقف الملاحقات بحق من يدخلون بصورة غير شرعية للبلاد عبر الحدود المكسيكية. ورد بايدن “يجب أن نكون قادرين على طرد الذين يدخلون بصورة غير شرعية. إنها جريمة”.

لكنه أقر بأنه ارتكب “خطأ في التقدير” بتأييده للتدخل العسكري الأمريكي في العراق في عام 2003.

بايدن يتصدر السباق

ويتصدر بايدن السباق حتى الآن بفارق كبير عن منافسيه وقد بلغت نسبة تأييده 32 بالمئة في صفوف الناخبين الديمقراطيين، فيما يأتي السناتوران التقدميان بيرني ساندرز وإليزابيث وورن في المرتبة الثانية مع نسبة تأييد تبلغ 15 بالمئة، مما يجعله هدفا مشروعا لمنافسيه.

وغالبا ما يطلق ترامب على بايدن تسمية “جو النعسان” ويعتبر أن “لياقته البدنية تراجعت” عن السابق، إلا أن الرئيس الأمريكي يتوقع فوز نائب الرئيس الأمريكي السابق بترشح الحزب الديمقراطي للرئاسة.

واعتبر بايدن الأسئلة المرتبطة بسنه “مشروعة” وقد أعطى منتقديه مادة جديدة في نهاية النقاش حين دعا مناصريه لدخول موقع جو30330 بدلا من أن يطلب منهم إرسال رسالة نصية بذلك لدعم حملته.

وقد دافع وجها الجناح اليساري ساندرز ووارن بحماس عن برنامجيهما لإجراء إصلاحات جذرية، فيما دعا المرشحون الوسطيون لعدم “دفع الناخبين المستقلين إلى الهرب”.

ونظرا لكثافة المرشحين الديمقراطيين جرت مناظرتان في ديترويت، شارك في كل منها عشرة مرشحين، أسوة بالمناظرة السابقة.

وسلطت مناظرة الثلاثاء التي كان أهم وجوهها بيرني ساندرز وإليزابيث وورن، الأضواء على الانقسامات داخل الحزب، إلا أن النقاشات كانت أكثر أيديولوجية وإستراتيجية.

وبرغم خلافاتهم ، أجمع المرشحون في افتتاح مداخلاتهم على تأكيد قيم الوحدة من أجل التغلب على ترامب واستعادة “الروح” الأمريكية.

وستقام المناظرة المقبلة أواسط سبتمبر/أيلول وستكون شروط المشاركة أكثر صرامة. ولن يتأهل إلا عشرة مرشحين.

وسيجرى أول تصويت في الانتخابات التمهيدية في ولاية أيوا في 3 فبراير/شباط 2020

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى