الشيخ المؤرخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي
هو سلطان بن محمد بن صقر بن خالد بن سلطان بن صقر بن راشد القاسمي، ولد بمدينة الشارقة يوم الأحد في الثاني من يوليو عام 1939م، تسلم مقاليد حكم إمارة الشارقة يوم الثلاثاء الخامس والعشرين من يناير 1972م ، وكان عمر آنذاك 32 عاماً، ويعد الحاكم الثامن عشر لإمارة الشارقة من حكم القواسم الذي يعود للعام 1600م.
ربى على الوطنية، وترعرع على حب العلم والمعرفة، وكان شغوفاً جداً بتاريخ وطنه، فحصل على درجة الدكتوراه في التاريخ بامتياز من جامعة “إكسيتر” ببريطانيا عام 1985م عن أطروحة تناولت مزاعم القرصنة ومحاولات شركة الهند الشرقية السيطرة على الخليج بين (1797-1820م)، كما حصل على درجة الدكتوراه في الجغرافية السياسية للخليج من جامعة “درهام” ببريطانيا عام 1999م عن أطروحة بعنوان “صراع القوى والتجارة في الخليج خلال الفترة من سنة 1620 م وحتى سنة 1820 م”.
وشغل عدد من المناصب العلمية، منها: أستاذ زائر بجامعة إكسيتر، محاضر في تاريخ الخليج الحديث بجامـعة الشارقة، عضوية هيئة التدريس بجامعة القاهرة كأستاذ زائر غير متفرغ بالجامعة، عضوية أكاديمية العلوم بلشبونة، الرئيس الأعلى للجامعة القاسمية في الشارقة، رئيس مجمع اللغة العربية في الشارقة، وغيرها من المناصب العلمية الرفيعة.
ويعد أحد أبرز المؤرخين فى تاريخ الخليج العربي الحديث، من اهم مؤلفاته جون مالكوم والقاعدة التجارية البريطانية فى الخليج، و(الاحتلال البريطاني لعدن، تقسيم الامبراطورية العمانية)، بيان الكويت: سيرة حياة الشيخ مبارك الصباح، وغيرها من المؤلفات التى تعد من المصادر الرئيسة للباحثين فى تاريخ الخليج العربي الحديث.
وبجانب المؤلفات التاريخية فقد كتب عدد من الأعمال الأدبية والمسرحية التى أسهمت فى النهضة الثقافية فى الإمارات العربية المتحدة،وفي محاولة لتسليط الضوء على الواقع الحاضر حيث تناولت حال الأمة الإسلامية وتنازعها بين النور والظلام.
من أهدافه نشر العلم والمعرفة، فمن أقواله: “نحن نحاول أن نجد الكتاب ونترجمه ونسلمه، ونتمنّى أن نجد من يقرأ فالقراءة عادة يجب على كل رب أسرة أن يربي أبناءه عليها، ويعوّدهم على ممارستها ويعمل على توفيرها لهم كما يوفر المطعم والمسكن”.
وحصد عدد من الأوسمة والجوائز الدولية، منها: وسام الجمهورية الفرنسية للفنون والآداب برتبة الفارس الآمر، تقديراً لجهوده العلمية والثقافية ودعمه لبرامج الحوار الثقافي بين الشرق والغرب، جائزة الملك فيصل الإسلامية لإسهامه المتميز في مجال الثقافة والعلوم في العالم الإسلامي، ميدالية حقوق الإنسان من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو ) اعترافاً بعونه الخاص بتوفير التعليم للأطفال المحرومين.
هذا النشاط العلمي الواسع انعكس بشكل ملحوظ على إمارة الشارقة، فقاد التنمية الثقافية والاقتصادية والاجتماعية في إمارة الشارقة، وبذل جهداً اضافياً ووفر مصادر لتشجيع التفاعل والحوار الثقافي محلياً واقليمياً ودولياً بين الشعوب كافة.
وأخيراً خالص تعازينا فى وفاة الشيخ خالد بن سلطان ابن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة، خالص تعازينا فى مصابكم ورحم الله فقيدكم.
••
شباب عبد الله الهاجري – كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @ALrashedshbabb