موسم جدة العالمي: تجربة غير مسبوقة للمملكة العربية السعودية تبرز ثقافاتها المتعددة وترسخ حضورها على خارطة السياحة العالمية
الحدث السياحي الترفيهي الرائد يعلن بزوغ فجر جديد للمملكة كوجهة سفر عالمية

الإرادة – جدة:
شهدت السنوات الأخيرة طيفاً من التحولات والتغيرات بالمملكة العربية السعودية التي تواصل مسيرتها صوب تعزيز تنوعها الاقتصادي والثقافي، تناغماً مع أهداف رؤية 2030 التي تمثل خارطة طريق الدولة الملهمة للمستقبل. وتبرز في قلب هذه الخطط العديد من برامج التطوير ضمن قطاع الترفيه والسياحة، وذلك ضمن خطوات طموحة تقوم بها المملكة لاستكشاف إمكاناتها غير المستغلة كوجهة رائدة للسفر والترفيه على مستوى العالم، إلا أنها أصبحت الآن تشكّل مكانةً رائدة ومنصةً عالميةً جاذبة على إثر تطويرها للعديد من المناطق المستقطبة للزوار، وتنظيمها لفعاليات ترفيهية عالمية السِمة.
مدينة جدة الساحلية تُعتبر منذ فترة طويلة عاصمة المملكة العربية السعودية الثقافية، في طليعة هذه الحملة الرامية إلى تعزيز مكانة المملكة كوجهة سياحية، من خلال ما تقدمه مع عروض متنوعة لزوارها من جميع أنحاء العالم. كما أن مدينة جدة التي تُعد البوابة الرئيسية التقليدية للحجاج القادمين إلى المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة، تحتل موقعاً مذهلاً وتمتلك تنوعاً ثقافياً غنياً، ويُشار إليها دلالاً باسم “عروس البحر الأحمر”. وتُوسِع اليوم هذه الوجهة النابضة بالحياة فضاءها عالمياً، إذ تستقطب جمهور أوسع خلال “موسم جدة”، تلك الفعالية المثيرة والزاخرة بالأنشطة التي تضم الأفضل في عالم الموسيقى والفن والثقافة.
الترحيب بموسم البحر والثقافة
يُعد “موسم جدة” الذي ينطلق في الفترة من 8 يونيو إلى 18 يوليو 2019، أحد البرامج الموسمية المتميزة التي يتم إطلاقها في جميع أنحاء المملكة هذا العام كجزء من مبادرة “المواسم السعودية”، وهي سلسلة من الفعاليات التي تستمر لمدة عام وتهدف إلى وضع المملكة بقوة في وسط خريطة السياحة العالمية. ويُقام “موسم جدة”، المستوحى من مكانة مدينة جدة كوجهة أولى للأنشطة المائية ومركزٍ متعددِ الثقافات للزوار العالميين، تحت شعار “البحر والثقافة”، كما يتيح للزوار والمقيمين على حد سواء فرصة الاستمتاع بمجموعة مثيرة من العروض والأنشطة تتنوع بين الحفلات الموسيقية الحية والعروض المسرحية والمعارض الفنية والكوميديا الساخرة “ستاند أب كوميدي” والأحداث الرياضية الكبرى.
وتُقام أكثر من 150 فعالية في خمس وجهات رئيسية داخل مدينة جدة متمثلةً في منطقة “أبحر” حيث يمكن للزوار الاستمتاع بالرياضات المائية والشواطئ العامة وغيرها من الرياضات الساحلية، ومنطقة “جدة التاريخية” مركز المدينة القديم المحبوب وإحدى مواقع اليونسكو للتراث العالمي الذي يجسد الأجواء الغنية الأصيلة لجدة الكلاسيكية” و”ملعب الجوهرة” الذي يُعد مركزاً عالمياً حديثاً للرياضة، و”واجهة جدة البحرية” التي تضم زخماً من الحدائق والمطاعم والأنشطة المائية، ومنطقة “الحمراء” المشهورة بكورنيشها الجميل الغني بالمتاجر ومراكز التسوق والمطاعم ونافورة جدة الأطول من نوعها في العالم.
الترفيه بمستوىً عالمي جاذب
يمكن لعشاق الرياضة التطلع إلى بطولات كرة السلة والكرة الطائرة الشاطئية، إلى جانب الاستمتاع برياضة الملاكمة مع بطل العالم لمرتين أمير خان. وفي الوقت نفسه يجلب سيرك “لو تياترو”، وللمرة الأولى إلى أرض المملكة العربية السعودية باقةً متنوعة من عروض السيرك البهلواني والمسرح الغربي والموسيقى الحية. كما تشتمل معالم الترفيه الإضافية على عروض سينمائية في الهواء الطلق، والمواكب الاستعراضية اليومية، ومهرجان XJED على واجهة جدة البحرية التي تضم مجموعة من المطاعم الموسمية، والعديد من أنشطة الترفيه المتنوعة.
كذلك، تضم تشكيلة الموسم كوكبة من الفنانين العالميين بما في ذلك الفرقة الأمريكية الشهيرة “باكستريت بويز” ونجوم K-pop، وسوبر جونيور، ومجموعة من أشهر الفنانين ومنسقي الموسيقى؛ ومن بينهم “مارتن غاريكس”، “أفروجاك”، “ريهاب”، و”مارشميلو”. ويعكس مستوى المشاركة العالي لفنانين عالميين توجه المملكة لتقديم الترفيه لزوارها على مستوىً عالمي، مع تلبية التوقعات المتنامية لجمهورها المحلي.
الحفاظ على التوازن الثقافي
على الرغم من طبيعته المتميزة، إلا أن “موسم جدة” يمثّل أكثر من مجرد معلم سياحي بطابع عالمي، كما يؤكد أيضاً على ترسيخ ثقافة وتقاليد المملكة المتفردة من خلال إطلاق فعاليات مثل عروض الفلكلور السعودية اليومية ومشاركات الفنانين المحليين. ويؤكد هذا المزج الرائع بين التقليد والحداثة على نجاح المملكة في إدخال الترفيه العالمي، بينما تعتز وتفتخر في الوقت نفسه بتراثها الأصيل.
دعوة إلى العالم
في خطوة من شأنها أن تزيد من جاذبية المملكة العربية السعودية للزوار من مختلف أرجاء العالم، فإن التغييرات الأخيرة التي طرأت على متطلبات الحصول على تأشيرة الدخول للمملكة قد جعلت من الأسهل والأكثر ملاءمة للسياح استكشاف جمال وروعة المملكة أكثر من أي وقت مضى. حيث أصبح بإمكان الراغبين في زيارة المملكة لحضور “موسم جدة” الحصول على تأشيراتهم السياحية مباشرةً من خلال منصة “شارِك” الإلكترونية sharek.sa والذي يسمح لهم بإصدار تأشيراتهم الإلكترونية خلال ثلاث دقائق أو أقل. ويمثّل هذا الإجراء السريع والبسيط نهجاً أكثر انفتاحاً يستهدف جذب أعداد قياسية من الجمهور لزيارة المملكة.
من خلال تركيزها على النهوض بقطاع السياحة والسفر مع الحفاظ على تراثها وتقاليدها المتميزة، توفّر المملكة العربية السعودية فرصاً مثيرة للتبادل الثقافي النابض وتسريع التنمية الاقتصادية. إن مبادرات من شاكلة “موسم جدة” تُظهِر للعالم أن زوار المملكة المُرحّب بهم من كافة أنحاء العالم يرمزون إلى بداية سعيدة لعهد جديد للمملكة، في خضم تطلعاتها نحو المستقبل بثقة ورسمها لمسار ازدهار مستدام.
ويعد موسم جدة أحد مواسم السعودية التي تهدف لإبراز الفرص التنموية وتسليط الضوء على المملكة كإحدى الدول السياحية الرائجة في العالم، وهو يسعى إلى دعم وتمكين قطاع الفعاليات والمناسبات وتشغيلها وإدارتها كواحدة من أهم الصناعات الحيوية التي تثري الاقتصاد الوطني، فضلاً عن تعزيز جهود الدولة في تمكين شباب الوطن، وتوفير فرص عمل للشركات المحلية الناشئة والمتوسطة وجذب الشركات العالمية إلى السوق السعودي.