قلم الإرادة
مواقف الرجال
لا يمكن قياس مواقف الرجال من خلال السطوة أو المال أو المنصب أو علو المنزلة؛ بل تقاس تلك المواقف على ما يقدمونه من مواقف صادقة تحمل صفات الصدق والوفاء والشجاعة مدافعاً عن الحق يقف بصمود بوجه الظلم، تتعالى نفسه عن سفاهة الأمور، وتتعلق بمعالي الأمور، وأن يكون موقفه في كل القضايا ثابتاً غير متذبذب ولا أن يكون “إمعة” وأن يكون مدافعاً عن الدين قائداً يقود لا أن يقاد وهنا تبرز مواقف الرجال.
تابعنا خلال الأشهر الماضية من خلال أداء مجلس الامة حيث شهدت بعض جلساته استجوابات مستحقة لبعض الوزراء وهذا حق للنائب يمارس به دوره الرقابي ولكن ظهرت لنا بعض المواقف لبعض أعضاء المجلس الذين مارسوا دوراً مرفوضاً في تغير المواقف وفقاً لمصالحهم الخاصة متناسين بأن أهل الكويت لا ينسوا تلك المواقف ويبغضون الفئوية والعنصرية والقبلية التي ظهرت على السطح خلال تلك الاستجوابات.
إن المواقف الرجولية والبطولية ثابتة والعضوية إلى الزوال ونستغرب جميعاً من بعض أعضاء المجلس الذين لديهم قدرة فائقة بتغير مواقفهم خلال اسبوع فقط مدافعين عن مواقف حكومية هزيلة وأداء لا يرقى إلى طموح المواطنين ومتطلباتهم اليومية متناسين بأن الشعب الكويتي لا ينسى ويراقب مواقفهم، ولديه القدرة في محاسبتهم واللبيب من اتعض بغيره.
أرسل المبدع أبو الطيب المتنبي رسالته الأخيرة إلى سيف الدولة الحمداني وفيها يقول:
تأبى الرجولة أن تدنس سيفها
.. قد يغلب المقدام ساعة يغلب
في الفجر تحتضن القفار رواحلي
.. والحر حين يرى الملالة يهرب
والقفر أكرم لا يغيض عطاؤه
.. حينا ويصغي للوشاة فينضب
والقفر أصدق من خليل ودهه
.. متغير .. متلون .. متذبذب
ختاماً نقول للرجال أصحاب المواقف الثابتة الراسخة كالجبال: إن الشعوب لا تنسى، والصدق منجاة، والمناصب زائلة، فشكراً من القلب لكل من دافع عن الحق والعدالة وحارب الفساد والمفسدين وحافظ على أموال الشعب ومكتسباته، ونقول للبعض من أصحاب المواقف المتغيرة والمتلونة كما قال سعد زغلول: “مافيش فايدة يا صفية”.
••
دالي الخمسان – كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @bnder22