«العمل الدولية»: ارتفاع الحرارة يعني فقدان إنتاجية 80 مليون وظيفة

حذرت منظمة العمل الدولية اليوم من فقدان إنتاجية 80 مليون وظيفة بدوام كامل بحلول عام 2030 بسبب الارتفاع غير العادي في درجات الحرارة.
وقالت المنظمة في تقرير بعنوان (تأثير الإجهاد الحراري على إنتاجية العمل والعمل اللائق) إن استمرار ارتفاع درجات الحرارة العالمية بمقدار 1.5 درجة مئوية بحلول نهاية القرن الحادي والعشرين يعني فقدان إنتاجية 22.2 بالمئة من إجمالي ساعات العمل في العالم بحلول عام 2030.
وتناول التقرير بشكل خاص قطاعي العمل الزراعي والبناء لاسيما وأنه لا يوجد عدد ساعات دوام محددة لهما، قائلا إن التراجع المتوقع في ساعات العمل بهما سيصل إلى 3.8 بالمئة أي ما يعادل 136 مليون وظيفة بدوام كامل حتى عام 2030.
وأضاف إن الخسائر الاقتصادية الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة قد بلغت 280 مليار دولار في عام 1995 فيما من المتوقع أن ترتفع إلى 2400 مليار في عام 2030 مع ظهور تأثير «الإجهاد الحراري» في البلدان المنخفضة والمتوسطة والمنخفضة الدخل.
وأشار التقرير في الوقت ذاته الى أن توزيع تأثير الإجهاد الحراري على عدد ساعات العمل غير متساو جغرافيا حيث يصل التخفيض المتوقع في ساعات العمل في عام 2030 إلى حوالي 5 بالمئة في كل من جنوب آسيا وغرب إفريقيا.
وسيؤدي الإجهاد الحراري إلى فقدان ما يقارب من 43 مليون وظيفة في جنوب آسيا وتسعة ملايين وظيفة في افريقيا وجميعها بدوام كامل.
كما يتوقع أن تشهد أوروبا وأميركا الشمالية تأثيرا أقل إذ من المحتمل ألا تتجاوز خسائرها الإنتاجية 0.1 بالمئة مع زيادة الخسائر الصحية والاجتماعية والاقتصادية بشكل كبير خلال موجات الحرارة الشديدة غير المعتادة مع حلول عام 2030.
وشدد التقرير على أن هذه الخسائر مرهونة بعدم تحسين ظروف عمل العمال لاسيما الذين يتعرضون للشمس بشكل مباشر او تضطرهم ظروفهم المهنية الى العمل في الهواء الطلق.
وأوضح أن «الإجهاد الحراري عادة ما يحدث عند درجات حرارة أعلى من 35 درجة مئوية وفي ظروف الرطوبة العالية».
ولفت الى ان تلك الحرارة المفرطة أثناء العمل تتسبب في مخاطر على الصحة المهنية إذ تقيد الوظائف الجسدية للعمال وقدراتهم الإنتاجية وانتشار الأخطاء المتعلقة بالوظائف وزيادة خطر الإصابات العرضية في مكان العمل.
وأكد التقرير ان التعرض الى مستويات حرارة مفرطة يمكن أن يؤدي إلى ضربة شمس والتي أحيانا تكون مميتة لا سيما للعاملين في مجالات الزراعة والخدمات البيئية المتمثلة في إدارة الموارد الطبيعية والبناء وجمع النفايات وأعمال الإصلاح في حالات الطوارئ والنقل والسياحة والرياضة.
كما شدد على أن الموظفين أيضا الذين يتعرضون الى مستويات الحرارة المرتفعة يواجهون صعوبات صحية ويصبح أداء المهام المكتبية أمرا صعبا مع بدء الإرهاق الذهني.
وأشار الى تضرر الفئات والمجتمعات السكانية المحرومة والضعيفة بما في ذلك الشعوب الأصلية والقبلية التي تعتمد على سبل العيش الزراعية أو الساحلية من الآثار الضارة الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة ما سينعكس سلبيا على قدراتها في الوصول الى اهداف التنمية المستدامة.
وقال إن عمال الزراعة والبناء سيتعرضون الى الفقر حيث سيكونون ضحايا ساعات العمل المفقدوة بنسبة 60 بالمئة في المجال الزراعي و19 بالمئة في مجال البناء مع حلول عام 2030.
ويتوقع التقرير أن تؤدي مثل تلك التداعيات الى هجرة ونزوح الكثير من الأيادي العاملة المتضررة بحثا عن آفاق أفضل.
كما يحذر التقرير من تأثير الارتفاع غير العادي لدرجات الحرارة على صحة العمال لاسيما الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاما مع زيادة مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.
ويحض التقرير على ضرورة تعزيز الجهود المبذولة سواء من الجهات الحكومية او القطاع الخاص لتحسين ظروف العمل وإنفاذ معايير السلامة والصحة المهنية لاسيما تلك المتعلقة بالتعامل مع مخاطر السلامة والصحة المهنية المرتبطة بالإجهاد الحراري