ترامب ممازحاً بوتين: لا تتدخل في الانتخابات الأميركية

أشاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بـ «علاقة جيدة جداً» تجمعه بنظيره الروسي فلاديمير بوتين، وطالبه ممازحاً بـ «ألا يتدخل في انتخابات» الرئاسة الأميركية المرتقبة عام 2020.

جاء ذلك خلال لقاء جمعهما على هامش قمة مجموعة العشرين في مدينة أوساكا اليابانية، التقى خلالها أيضاً بوتين رئيسة الوزراء البريطانية المستقيلة تيريزا ماي، التي حضّته على «الكفّ عن أعمال زعزعة الاستقرار التي تهدد المملكة المتحدة وحلفاءها».

وقالت ناطقة باسم الحكومة البريطانية إن العلاقات بين موسكو ولندن «لن تشهد تطبيعاً»، إن لم يحدث ذلك. والاجتماع هو الأول بين بوتين وماي منذ تسميم الجاسوس الروسي المزدوج السابق سيرغي سكريبال في إنكلترا عام 2018، في حادث اتهمت لندن موسكو بتنفيذه.

وأعلن مستشار الكرملين يوري أوشاكوف أن بوتين دعا ترامب إلى زيارة روسيا في أيار (مايو) 2020، للمشاركة في الاحتفالات بالذكرى الخامسة والسبعين للنصر في الحرب العالمية الثانية.

وتثير العلاقة بين الجانبين التباساً، لا سيما بعدما خلص تحقيق تولاه روبرت مولر إلى وجود حملة روسية منظّمة للتأثير في الانتخابات الأميركية عام 2016، وفاز فيها ترامب على منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون. وكشف التحقيق عن وجود تواصل بين حملة ترامب وجهات روسية، من دون التوصل إلى نتيجة حاسمة في شأن حصول تواطؤ.

ومازح الرئيس الأميركي نظيره الروسي، قائلاً: «لا تتدخل في الانتخابات رجاءً»، علماً أن ترامب كان رفض خلال مؤتمر صحافي مع بوتين في هلسنكي العام الماضي، انتقاد التدخل الروسي في الانتخابات، مرجّحاً أن يكون بوتين صادقاً في نفيه أي تورط لبلاده بالأمر.

وفي أوساكا أشاد ترامب لدى بدء لقائه ببوتين بـ«علاقاتنا الجيدة جداً»، مضيفاً: «إنه شرف كبير لي أن أكون مع الرئيس بوتين». وقال الأخير: «مضى وقت طويل لم نلتقِ خلاله». واستدرك أن إدارتَي البلدين «عملتا كثيراً» في هذه الأثناء.

لكن رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك انتقد تصريحات أدلى بها الرئيس الروسي، اعتبر فيها أن الأفكار الليبرالية التي تطرحها الديموقراطيات الغربية «عفا عليها الزمن».

وسُئل بوتين خلال مقابلة نشرتها صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية عن استقبال المهاجرين في أوروبا، فأجاب أن الفكر الليبرالي «لم يعد يخدم هدفه»، وزاد: «هذه الفكرة عفا عليها الزمن، وباتت في تناقض مع مصالح الغالبية العظمى من المواطنين».

ورأى أن النهج الليبرالي يتيح للمهاجرين أن «يقتلوا وينهبوا ويغتصبوا، مفلتين تماماً من العقاب، إذ لا بدّ من حماية حقوقهم بوصفهم مهاجرين». وأشاد بالسياسة المتشددة التي ينتهجها ترامب في ملف الهجرة.

توسك الذي يشارك في قمة مجموعة العشرين، علّق على تصريحات بوتين ممازحاً في شأن فارق التوقيت الذي سبّب له أرقاً مكّنه من قراءة المقابلة كاملة.

وقال: «إنني على خلاف تام مع الحجّة التي تقول إن النهج الليبرالي عفا عليه الزمن. كلّ من يؤكد أن الديموقراطية الليبرالية عفا عليها الزمن إنما يقول إن الحريات عفا عليها الزمن، إن دولة القانون عفا عليها الزمن وإن حقوق الإنسان عفا عليها الزمن».

وتابع: «إنها بالنسبة إلينا في أوروبا قيم أساسية وحيّة». وزاد في إشارة ضمنية إلى بوتين: «ما أعتبرُ أنه عفا عليه الزمن هو التسلّط وعبادة الشخص وحكم القلّة، ولو أن ذلك قد يبدو أحياناً مجدياً»