استقبال شهر الخير

ها نحن نقترب من شهر عظيم شهر البركة والخير والمغفرة، شهر الصدقات شهر فيه ليلة خير من ألف شهر. فما علينا إلاّ أن نجد ونجتهد ونشحذ الهمم لطاعة الله عز وجل، وطاعة رسوله – صلى الله عليه وسلم – لنتفرّغ للعبادة والدعاء في هذا الشهر الفضيل كما قال عليه الصلاة والسلام: “الصائم لا ترتدّ دعوته” أنه لشهر ننتظره بلهفة وسرور وسعادة.
هنيئاً لمن يصوم ويقوم إيماناً واحتساباً لله تعالى، هنيئاً لمن يخرج من هذا الشهر مغفورا له، هنيئاً لمن يتفقّد فيه المساكين ويحسن ويجيب للمحتاجين والسائلين، ويكون عوناً وسنداً للمقطوعين، هنيئاً لمن يخرج من رمضان وينال الجائزة فرحاً مستبشراً بطاعته لله رب العالمين.
إن شهر رمضان كضيف يحل بساحتنا لمدة شهر فلنكرم هذا الضيف ونكرم أنفسنا ونكرم بعضنا البعض حتى ندخل من باب الريان الذي خصّه الله تعالى للصائمين، فلنكن داعيين إلى الله تعالى كالسراج المنير.
فها هو شهر العبادة يقبل علينا لنكون فيه من الدالّين الناس على الخير، الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر، فلنسأل الله أن يعيننا جميعاً لطاعته لنكون من عباده المتقين ويمنّ علينا بالأمن والتمكين والنصر المبين بإذنه تعالى، لنكون من الذين بدّل الله سيئاتهم حسنات حتى نفوز بجنة عرضها كعرض السموات.
بعض الصائمين إذا حل وقت الإفطار تناول من الطعام والشراب مسرعاً ممّا يليه من حار وبارد ورطب ويابس مطعم ومشرب فل يبقى مكان للنفس والعياذ بالله، فما علينا إلا القصد حتى يصلح الجسم ويصلح العقل إذا أردت أن يصح جسمك ويقل نومك فقلل من أكلك.
الإسراف في كل شيء مذموم ومنهي عنه، لا سيما في الطعام والشراب، قال الله تعالى: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ)، لعلَّنا جميعًا نرى مظاهرَ الإسراف في الطعام على مَائدات المسلمين خلال شهر رمضان المبارك، وتُعد صفة الإسراف من الصفات المذمومة التي نهى الإسلام عنها وهنا نريد أن نشير إلى ضرورة التفرقة بين التبذير والإسراف؛ كما قال بعض العلماء، فالتبذير يَعني: صرف الأموال في غير حقِّها؛ إمَّا في المعاصي، وإما في غير فائدة؛ لعبًا وتساهلًا بالأموال، أمَّا الإسراف: فهو الزيادة في الطعام والشراب واللِّباس، في غير حاجةٍ، وبالطبع هذا ما يفعله الكثير خلال شهر رمضان الكريم.
فما علينا إلا أن نستقبل هذا الشهر بالطاعة والعبادة لنطهّر قلوبنا وأجسامنا كما كان يقول عليه الصلاة والسلام حينما يقبل رمضان كان يقول:”أهلا بالمطهر”. نسأل الله أن يطهّر قلوبنا وأن يجعلنا من عتقاء هذا الشهر الكريم.
كل عام وأنتم إخواني وأخواتي في الله بألف خير أعاده الله عليكم بالصحة والسعادة والأمن والأمان ورضى الرحمن.
**
سامي بن أورنس الشعلان – كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @soalshalan
Email: [email protected]