قلم الإرادة

صالح الفضالة والاستقالة

مما لا شك فيه أن رئيس الجهاز المركزي لمعالجة أوضاع غير محددي الجنسية السيد الفاضل صالح الفضالة شخصية متميزة وينحدر من أسرة كويتية عريقة وقد ساهم بشكل فعال في خدمة بلاده الكويت بأكثر من موقع وشارك في المسيرة الديموقراطية بعضويته لمجلس الأمة وحصوله على منصب نائب الرئيس وله بصمة واضحة في الدفاع عن الوطن والمواطن وتلمس احتياجاته ودوره كبير في تطور وتنمية المجتمع الكويتي.
وبعدما وصلت أحوال بعض الناس الذين يعيشون بيننا من غير محددي الجنسية ولديهم إثباتات قديمة وقد شارك آبائهم وأجدادهم في الحروب العربية باسم الكويت وبعضهم خدم في شركات النفط منذ الأربعينيات وما زال أحفادهم من الجيل الرابع فاقدي الهوية والعيش الكريم وعليه يكون النجاح الحقيقي لأي عمل أو منصب هو السعي والبذل والاجتهاد قدر الطاقة لتحقيق الهدف المنشود.
عين الفاضل صالح الفضالة في نوفمبر 2010 رئيساً للجهاز المركزي لمعالجة أوضاع غير محددي الجنسية وبذل الجهد الكبير في تصحيح الأوضاع الشائكة، وحاول جهد استطاعته لرفع الظلم عن فئة من المجتمع تحتاج إلى رعاية وحل سريع وحاسم لكارثة اجتماعية كبيرة تعاني منها أسر كثيرة، لكن بسبب عدم جدية الحكومة في حل المشكلة وفتور واضح للتشريعات النيابية وتقاعس مجالس نيابية وحكومات متعاقبة في إنهاء هذه الكارثة الإنسانية لم يفلح الجهاز في معالجة تلك المشكلة، لكن بجهود الفضالة وبثقة القيادة السياسية في شخصه الكريم حاول تعديل الأوضاع ومنح كل مستحق للجنسية حقه كاملاً، لكن للأسف الشديد لم يتمكن حتى هذا الوقت من تسوية القضية وقد تعرض شخصه الكريم لانتقادات كثيرة وشكوك في عدم جديته وتراخيه في وضع الخطط والحلول الناجحة، وهذه انتقادات باطلة لأن «بو يوسف» مشهود له بالصلاح والتدين والإخلاص في العمل.
ومن هذا الباب وحبنا الكبير للفاضل «بو يوسف»، نقترح عليه «الاستقالة» من هذه اللجنة وترك هذاالمنصب، وقد يكون اقتراحنا غير صائب ولكن من باب الود وصلة الرحم التي تربطنا به نتمنى منه الابتعاد عن تلك الكارثة الإنسانية، ونحن نجزم بأن العزيز «بو يوسف» لا تغريه المناصب الزائلة ولا الدنيا الفانية، وهو سيبقى كبيراً في عطائه وكبيراً في ولائه وكبيراً في النجاحات التي حققها للوطن وللمجتمع، فله منا التقدير والحب والاحترام.
ستستذكر الأجيال رجالات الكويت المخلصين الذين عملوا بجد وولاء لهذه الأرض الطيبة ولنا في شخص صالح الفضالة مثل طيب ونموذج حي في ذلك، أطال الله في عمره ووفقه لما يحب ويرضى.

**

دالي الخمسان – كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية

Twitter: @bnder22

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى