تعطيل الصحف عادة رجعية في الزمن الإلكتروني
مُضحك جداً ومثير للسخافة في زمنٍ لا توجد به أي إعاقة لبث الأخبار في أي مكان أن نجد أن هناك بعض الأنظمة تعود لممارسات دكتاتورية تجاه الصحافة التي لا يستطيع كائناً من كان أن يمنعها اليوم، فلو حللنا نظرية بأن إغلاق الصحف الورقية لفترات زمنية محددة سيؤدي إلى تأديبها فستكون هذه النظرية صحيحة قبل 10 سنوات من الآن، أما اليوم فالصحف الورقية بجلالة قدرها لا تستطيع مجاراة الصحف الإلكترونية؛ بل اتجهت كافة الصحف الورقية للعالم الإلكتروني لسهولة التواصل وسرعة الخبر.
إن منع أي صحيفة ورقية اليوم أمر لا يضر الصحيفة إطلاقاً؛ بل يوفر عليها العناء المادي من طباعة الورق ويدعوها للتمسك بما تنشر أكثر فأكثر، وبث كل رسائلها التي تريد عبر موقعها الإلكتروني الذي لا يستطيع كائناً من كان منعه، وإن حجب فهناك طرق أخرى لمتابعة الصحف عبر المواقع والوصول للخبر؛ بل إن منع الصحف الورقية وإيقافها لفترة من الزمن سيؤدي إلى ازدياد شعبية هذه الصحف إلكترونياً وتسويقها من حيث لا يعلم متخذ الابتزاز حيالها!
أكبر الصحف الورقية على مستوى العالم كـ “الاندبندنت” أعلنت إفلاسها أصلاً وعرضها للبيع لاتجاه العالم بأكمله نحو الخبر المصور والسريع في شبكة الانترنت.
مخطئ من يظن بأن قمع الصحافة الورقية سيؤدي إلى التحكم بسياساتها، فحتى الدول الأشد دكتاتورية اليوم لا تستطيع أن تمنع الخبر، ومنع هذه الصحف وإغلاقها يؤدي إلى إحراق الحكومة التي تنهج هذا النهج شعبياً.. هي خطوات ـ بوجهة نظري ـ متسارعة نحو إشعال الشارع السياسي مجدداً، وكأن التوبة لن تكون إلا بالرحيل كأي حكومة لا تحترم مبدأ الحريات الذي لا تعرفه إلا بكلمات مصفصفة في الدستور الذي لا يطبق إلا بمواده التي “ع المزاج”!
**
نبرات:
ـ إذا كنت تريد السيطرة على الرأي العام فلا تقمع ما ينشر؛ فقط كون لك كيانات مماثلة أشد قوة لتأكل هذا الرأي لمصلحتها؛ هكذا تفعل الحكومات الديمقراطية؛ لا تذهب لتكميم الأفواه!
ـ حمقى أولئك الذين لا يتعظون بالتاريخ!
محمد العراده ـ رئيس تحرير صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @malaradah