د. جولييت دنكا: الموظفون قد يمتنعون عن العمل بسبب القلق

أكدت د.جولييت دنكا دكتورة وأخصائية علاج نفسي وبروفسورة مساعدة في الجامعة الأمريكية في الكويت أن على الشركات أن توفر لموظفيها تقنيات الاكتشاف المبكر للقلق وادارته بنجاح، وأن توفر زاوية للراحة الذهنية في مكان العمل، وأن تمنحهم إجازة إذا كانوا يعانون من القلق بسبب مشاكل شخصية أو عائلية.
وقالت دنكا إن «التوتر والقلق واضطرابات الذهن وغيرها من العوامل النفسية تعتبر مسببا أساسيا لمخاطر على الصحة النفسية والجسدية للموظفين، وقد بدأت تتضاعف ظواهر القلق لدى الموظفين خلال السنوات الست الأخيرة وانتشرت بشراسة بين الأغلبية منهم، حيث يتمنعون عن الذهاب الى العمل لأسباب تتعلق بالتوتر الوظيفي».
وأضافت أنه «يمكن أن يتخذ القلق لدى الموظفين أشكالا عديدة ويؤثر على حياتهم كأشخاص وانتاجيتهم كموظفين؛ وتظهر عوارضه على شكل كأبة، عدوانية، تململ، الاعتماد على الآخرين، الانزواء والانهيار العصبي. وبغض النظر عن أي شكل يتخذه، فان القلق يسبب غيابا عن العمل، تدنيا بالإنتاجية، وبربحية المؤسسات، كما زيادة النفقات العلاجية والتأمين على الصحة، لاسيما وأن 75% إلى 80% من الحوادث التي تحدث في نطاق العمل يعتبر القلق المسبب الرئيسي لها».
وأوضحت أنه «على الشركات مساعدة موظفيها على مقاومة القلق وعواقبه السيئة عبر خلق بيئة صحية خالية من هذه الآفة باتباع خطوات قد تكون بسيطة ولكنها فعالة جدا لتمكين الموظفين من تخطي حاجز الكآبة:
– توفير برامج تدريبية لتعليم تقنيات إدارة القلق، ارتخاء الأعصاب، إدارة الوقت والتفكير الإيجابي
– اعتماد أوقات عمل مرنة
– أن تكون الشركة مرنة، قدر الإمكان، بالسماح لموظفيها بأخذ إجازة بعيدا عن أجواء العمل للتعامل مع مسألة شخصية وعائلية التي قد تكون مسببا أساسيا لقلقهم.
– أن تهتم الشركات بإضافة زاوية للراحة الذهنية في مكان العمل
– تحفيز الموظفين على الاهتمام بصحتهم الذهنية عبر تشجيعهم على اعتماد نمط حياة صحي وأنظمة دعم لهم.
إن القلق جزء من حياتنا اليومية ولا بد من إيجاد حلول تهدف الى التطرق الى مصادر القلق في بيئة العمل وتثقيف الموظفين ليتعاونوا مع الاخصائيين ليصلوا الى بر الأمان ويتابعوا بأداء أعمالهم والتطور فيها؛ ويتطلب من الشركات أيضا أن توفر لموظفيها تقنيات الاكتشاف المبكر للقلق وادارته بنجاح. وبذلك ينجح الطرفان في بناء بيئة عمل صحية وزيادة الإنتاجية لما فيه مصلحة الشركة والموظف على حد سواء.