أستاذ آثار بجامعة الكويت عن الاكتشاف الأثري : “مذهل”

قال أستاذ الآثار والانثروبولوجيا في جامعة الكويت، الدكتور حسن اشكناني : إن ما عثر عليه في الكويت من اكتشاف أثري مذهل، يعود الى فترة «العُبيد»، وهي مهمة جداً في تاريخ البشرية، إذ تشكل ثقافة الانسان في نهاية العصر الحجري، ومهدت لظهور أقدم حضارة في التاريخ وهي حضارة سومر.
وطالب أشكناني الجهات الحكومية المختصة، بالاهتمام بالموقع، وتحويله إلى متحف مفتوح للزائرين، بالإضافة إلى التوسع في عمليات التنقيب الأثرية.
وأوضح أشكناني إلى أن الإكتشاف عبارة عن أساسات لمبنى يحتوي على مدخل وسط ساحة محاطة بالمنازل وجميعها ضمن موقع «بحره ١» في منطقة الصبية، شمال جون الكويت، الذي يعود الى فترة ثقافة العبيد «العصر الحجري الحديث المتاخر» قبل 7 آلاف سنة، وأن أساسات المبنى وما تم العثور بداخله من منطقة دائرية صغيرة تحتوي علم رماد ونشاط اشعال النار، هو مطابق تماما لنفس«الضريح» الذي تم اكتشافه سابقا في المدينة الأثرية «اريدو» في جنوب العراق وهي تعتبرأحد اقدم المدن في العالم وتعود الى ٧٤٠٠ سنة.
وأشار إلى أن المميز في الاكتشاف الأثري شرقي البلاد أنه تم إعادة بنائه ثلاث مرات، مما يوضح استخدام المكان لفترات زمنية طويلة، مشيراً إلى أنه في عام 1923 تم الاكتشاف في تل العبيد في جنوب العراق على أدلة ثقافة مجتمع قبل ظهور الحضارات بـ 6 آلاف سنة قبل الميلاد، أي قبل 8 آلاف سنة وانتشرت في مناطق سهول بلاد الرافدين والخليج العربي.
وأردف أشكناني بأن فترة «العُبيد»، التي سميت نسبة الى تل العبيد في جنوب العراق، تعد مهمة جدا في تاريخ البشرية وتشكل ثقافة الانسان في نهاية العصر الحجري الحديث (النيوليثي)، فهي من أوائل الثقافات التي عرفت الاستيطان البشري الدائم وبناء مخطط المدينة والمنازل وصناعة الفخاريات باستخدام الآلة، وهي تعتبر الثقافة والفترة الممهدة لظهور الحضارات في فترة العصر البرونزي.
وطالب أشكناني بالاهتمام بالموقع والتوسعة في عمليات التنقيب الأثرية، بالإضافة إلى تحويل الموقع إلى مكان سياحي باعتباره متحفاً مفتوحاً.
وأشار أشكناني إلى أن موقع «بحره 1» مهم جداً، وقد بدأ العمل به قبل أكثر من 10، واستطاعت البعثة البولندية اكتشاف العديد من أساسات المنازل وبقايا من الأصداف كانت تستخدم كأدوات الزينة، كما عثر على أكثر من 16 ألف قطعة فخارية في الموقع من فترة العبيد.