الرؤوس والأذناب

بعد بلوغ الإنسان سن الرشد يواجه الحياة بمسؤلية كبيرة ومنها يتم تحديد هويته “الشخصية” من هو في المجتمع وماذا سيكون ومدى تأثيره بمن حوله اجتماعياً أو في مجاله المهني وهواياته، إما أن يكون رأساً وإما أن يكون ذنَباً .. البعض يعيش في جلباب أبيه حتى في اختياره لشريكة حياته قبل اختياره لعضو المجلس البلدي أو مجلس الأمة والجمعيات والأندية وغيرها ويسمي ذلك بر الوالدين ويعتقد بأنه رأس!
والبعض يرث المال والجاه والمنصب من والديه ويعتقد بأنه رأس!
وفي الحالتين الحقيقة هم أذناب لا رأي حر لهم وفي الحقيقة لا قيمة لهم وإن كان الواقع المرير يفرضهم أحياناً و “مؤقتاً” … وأما في عالم السياسة باختصار الأذناب هم ليسوا أذناب أساساً، هم مجموعة مرتزقة متسلقين وجشعين وهدفهم الكسب والأخذ والثراء السريع والمناصب والمصالح الطامعة وتجدهم أحياناً في أكبر الموائد وفي شاشات العرض وأيضاً يفرضهم واقع مرير غالباً، ولكن من المؤكد أنه “مؤقت” وسيكشف كل ذلك … والسؤال كيف تكتشف الرأس من الذنب؟
سؤال مهم جداً .. وبرأيي الشخصي في أي قضية الذنب دائماً يأتيك مندفع أكثر من الرأس وهمجي غير عقلاني وغير منصف وبلا رحمة ولا شرف خصومة بكل المجالات وكل ذلك ليوهم الرأس بأنه مهتم ومتعاطف ومستعد لعمل أي شيء لرضاه وأولها “عصاة الطبل”!! وطبعاً ل ايبدي بأنه يريد مقابل ويبدأ برسم وتأليف وإخراج سيناريو المخلص المطيع حتى يتمكن من تحقيق أهدافه ومصالحه الشخصية الدنيئة، أما الرؤوس فهي لا تحتاج توضيح .. دائماً تأتيك عن قناعة تامة وبرأي حر ولا تعيش بجلباب أحد ومتحررين وأكثر بر بوالديهم لأنهم أصبحوا رؤوس يفتخر كل الناس بهم قبل والديهم.
احذر الأذناب وبنفس الوقت كن لبقاً معهم لأنهم “أبواق” لمصالحهم واحتراماً لنفسك ولاسمك ترفع عنهم وتفرج على نهايتهم وقل “اللهم لا شماتة” وإياك أن تخسر الرؤوس مقابل الأذناب “الطبول الجوفاء”، فالرؤوس هم الفئة الصادقة المحبة المخلصة وإن كانت قاسية معك أحياناً فهي طيبة وهي المكسب الحقيقي.
**
علي توينه – كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @Alitowainah