إقليمي وعالمي

“استشارة المسلمين” تكشف عن توصياتها بشأن تنظيم الإسلام في فرنسا

من المقرر أن يكشف الأحد مطلقو حملة “استشارة المسلمين” في فرنسا، والتي تمت أساسا خلال شهر رمضان الماضي عبر الإنترنت وفي المساجد، جملة من التوصيات والاقتراحات بشأن تنظيم الديانة الإسلامية وتمثيل المسلمين في هذا البلد. وقال الرئيس السابق لتنسيقية مناهضة الإسلاموفوبيا محمد مروان إن الهدف وراء الحملة هو دفع المسلمين للتحكم في مصيرهم بأنفسهم.

في شهر أيار/مايو الماضي، أطلق الرئيس السابق لتنسيقية مناهضة الإسلاموفوبيا (كراهية المسلمين) في فرنسا مروان محمد برفقة زمرة من الناشطين والمثقفين حملة فريدة تجاه المسلمين الفرنسيين تحت عنوان “استشارة المسلمين”. والهدف من هذه المبادرة الفريدة، التي تمت خصوصا طوال شهر رمضان الماضي عبر الشبكة العنكبوتية وفي المساجد، تنبيه المسلمين وتوعيتهم بشأن ديانتهم ومصيرهم داخل المجتمع الفرنسي.

وسيكشف محمد مروان (39 عاما) الأحد المقبل عن توصيات واقتراحات عكفت لجنة علمية خاصة على رصدها وتنقيتها منذ منتصف حزيران/يونيو ضمن جملة من الأفكار التي وردت في أجوبة المشاركين (بطريقة مجهولة) في الاستشارة.

وقد تعذر علينا الاتصال بمحمد، الذي كان متحدثا رسميا باسم تنسيقية مناهضة الإسلاموفوبيا من 2010 لغاية 2014 ثم رئيسا لها من 2016 حتى تشرين الأول/أكتوبر 2017. لكن تصريحاته السابقة توفر ما يكفي من المعلومات لفهم أسباب وأهداف الحملة، لاسيما أن إعلان نتائجها المقرر الأحد يعقب إصدار “معهد مونتاني” الفرنسي تقريرا يتعلق بمكافحة التطرف الإسلامي والذي نشر في مطلع أيار/سبتمبر.

ففي حديث لصحيفة “لوموند” في أيار/مايو الماضي، استاء محمد مروان لغياب “هياكل ممثلة وطنية” للمسلمين الفرنسيين، قائلا إن النقاش بهذا الشأن مصاب بـ”الشلل”. واعتبر في تصريحات أخرى أن “المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية” الذي تم تأسيسه في 2003 عندما كان الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي (2007 – 2012) وزيرا للداخلية لم يحقق أهدافه، مضيفا “يجب على المسلمين تقييم حصيلة هذا المجلس كما مؤسسة الإسلام في فرنسا” التي تأسست في نهاية 2016 ويرأسها الوزير الاشتراكي السابق جان-بيار شوفينمون.

وأوضح مروان محمد خلال شهر رمضان 2018 في برنامج “كلمة شرف” الإلكترونيأن “استشارة المسلمين” مركزة على ثلاثة محاور، أولها التنظيم المؤسساتي للمسلمين على المستوى الوطني، ثانيها مشاكلهم وقضاياهم (مثل مكانة النساء أو تنظيم الحج)، وآخرها اقتراحاتهم لاسيما فيما يتعلق بتمويل ديانتهم والجمعيات والمساجد.

 

وشدد في نفس البرنامج على أن المسلمين يريدون أن تتحسن صورتهم وصورة ديانتهم في فرنسا، وأن ينظر الفرنسيون إليهم بصورة مختلفة تتماشى وتحولات المجتمع وتغييرات العصر. وأضاف أنهم يتطلعون لأن يكونوا أطرافا في الحلول المطروحة على المجتمع وليس جزءً من مشاكله.

وقال أيضا إن المبادرة أصلا نبعت من ملاحظة بسيطة واضحة هي أن المسلمين مستائون من إقصائهم من القضايا التي تخصهم قبل غيرهم. وبالتالي حسب رأيه، كان لا بد من إعطاء الكلمة لأصحابها وإتاحة الفرصة أمامهم للتعبير عن تطلعاتهم واقتراحاتهم بشأن ديانتهم ومصيرهم.

وكان “معهد مونتاني” قد نشر في 10 أيلول/سبتمبر تقريرا خاصا من 617 صفحة حول “التطرف الإسلامي” في فرنسا تحت إشراف الباحث حكيم القروي. وتضمن التقرير أسباب وشبكات نشر الأفكار المتشددة في أوساط المسلمين وسبل مكافحتها، فيما دعا القروي المسلمين لاستعادة دينهم من المتطرفين.

وأوصى التقرير أيضا بتعليم اللغة العربية في المدارس العمومية لأجل تسهيل وتعزيز عمل الوقاية من هذه الأفكار.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى