العمالة الإثيوبية.. والصمت الحكومي!
زادت جرائم العمالة الإثيوبية في الآونة الأخيرة وتعددت أساليبها وقد تكون السمة الغالبة عليها هي “القتل” تلك الجريمة التي تتعدى تبعاتها إلى ما بعد القبض على القاتل وحتى تطبيق العقوبة عليه، فأثرها يبقى بالنفوس وألمها النفسي لا ينتهي. ومن الإحصائيات المخفية التي تدق ناقوس الخطر وتتطلب تدخلا فوريا من الحكومة، هي ما تم الإعلان عنها بمحطة فضائية خليجية عن 15 جريمة للخادمات الإثيوبيات ما بين قتل أو شروع بالقتل فقط في عام 2013، ومثل هذه الجرائم ولو كانت نصفها في دولة متقدمة لما صمتت واكتفت بالعزاء بل تتحرك ولا تعتمد على “ردة الفعل” وتجند كل طاقاتها للحد من تفاقم هذه الجرائم قبل أن تتحول إلى ظاهرة.. يصعب حلها!
ومن هنا تأتي المطالبات الشعبية لا سيما ذوي المغدورين، بتحمل الحكومة مسؤوليتها قبل وبعد الجرائم! فقتل النفس أمر عظيم لقوله تعالى “من قتل نفسا بغير نفسٍ أو فسادٍ في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً”.. وللمحاكم دور فيصلي في توجيه أصابع الاتهام وتوجيه العقوبة، ومن هنا يأتي دور السلطة التنفيذية لتطبيق تلك الأحكام لا أن تكون حبيسة أدراج!
أين الحكومة من القاعدة الشرعية.. “ولكم في القصاص حياة” ومهما فعلت الحكومة فإن حسرة أهالي المغدورين على يد تلك الإثيوبيات لا تتلاشى بمرور الزمن، وهذا أبسط حق لهم في دولة قانون ومؤسسات وقبل هذا كله دولة لها أحكامها الشرعية، ألا يعد تطبيق العقوبة للجناة بحجم جريمته عدالة في الأرض ويندرج أسفل السيادة الداخلية للدولة؟
ولو أردنا التطرق لمسؤولية الحكومة قبل وقوع الجريمة كما أشرنا، فهي متعددة منها مراقبة حلقة الوصل بين الأسر والخدم “مكاتب الخدم” مع العلم أن بعضها يعمل دون ترخيص لمزاولة هذا النشاط، وبعض أصحاب المكاتب من النفوس الرخيصة يعملون على تزوير بيانات الخدم خصوصاً “الديانة” حتى لا يتم رفض جلب أناس من ديانات ومعتقدات شاذة، وهي بالفعل كذلك لو عرفنا الحقيقة المرة! ومن الأمور التي دعا إليها المختصون، هي الفحص الدوري للخدم النفسية قبل حتى الجسدية، للتأكد من سلامة العقل، وتأهيلهن في مراكز خاصة قبل الزج بهن إلى البيوت.
والمطالبة بتحمل الحكومة مسؤوليتها لا يكون بـ “قطع الأرزاق” وطرد الإثيوبيات وتتباهى بعدها على الشعب! بل عن طريق وقف جلبهن من الخارج، وإنشاء جهاز مختص لدراسة هذه الظاهرة، والتحقيق مع عينة عشوائية مع الإثيوبيات لمعرفة الدوافع وهل صحيح ما يردده البعض من أن بإثيوبيا معتقد يتلخص في تقديم “قربان” للإله للتخلص من الفقر ويكون الشرط قتل بنت بكر والعلاقة الطيبة معها قبل قتلها؟
طلال محمد الجنفاوي ـ كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @TALALALJANFAWI