قلم الإرادة

دعونا نتنفس بعمق

“الخميس الأبيض”
إن التنفس من أكثر الأمور فطرية وكثيراً من الناس لا يحيدون التنفس الصحيح ويبخلون على أجسادهم بعدم إمدادها بكمية كافية من الأوكسجين ليس بخلاً ولكن جهلا بأهمية التنفس بعمق.
وأنا هنا لن أتطرق لكل الأمور المتعلقة بالتنفس العميق وفوائده ولكن أحاول أن أفتح النوافذ لدخول الهواء النقي وهي دعوة للتنفس بعمق.
فجر الخميس الثاني من آب عام 1990 ليس يوماً عادياً؛ بل يوم من أشد الأيام غدراً وألماً حيث اعتدى جيش الطغاة المعتدين في جمهورية الرعب والظلم والجهل بأوامر من قائد ورئيس ظالم ومجرم حرب، في هذ اليوم الآثم غزى جيش العراق ودنس طهارة أرض الكويت في جريمة بشعة لم يشهد لها التاريخ الحديث ولا القديم مثيل، قام الجيش العراقي المعتدي بترويع الآمنين وانتهك الحرمات ودنس الأرض والسماء والماء ولكن بفضل من الله انتصرت إرادة الحق وعادت الكويت حرة أبية إلى أهلها وشعبها رغم حقد الحاقدين وشماتة الشامتين وبغض الكارهين والحاقدين.
إن يوم الخميس هو يوم أبيض للكويتيين ويوم أسود للعراقيين، ففي هذا اليوم دافع أبناء الكويت عن وطنهم ودفعوا ثمن ذلك أرواحهم ففيهم من استشهد ومنهم من فقد حريته بالأسر والتعذيب والاضطهاد ومنهم من شرد عن وطنه وأهله ومنهم من اعتقل وقد قدموا للوطن الجميل لوحة وفاء ورد للجميل بأفعالهم البيضاء التي تسر الناظرين وجنود الشر والطغيان قدموا السواد والعار في هذا اليوم الأسود بانتهاكهم الأعراف والقوانيين الدولية وارتكبوا جريمة سوداء كقلوبهم وأخلاقهم وقاموا بقتل المواطنين وسرقة ممتلكاتهم في حادثة تسجل بأكبر سرقة في التاريخ وقدموا نموذجاً للعهر والنذالة وسوء التدبير.
إن يوم الخميس الأبيض صفحة سجلها الكويتيون بأحرف من نور وضربوا أروع الأمثلة في الدفاع عن وطنهم رغم كثرة العدة والعتاد العراقي وممارستهم الفعلية للحرب والتدريب عليها حيث يمتلكون المعدات والقوة بالمقارنة مع الكويت التي كانت وما زالت حمام سلام وبلاد المساعدات والفزعات تقف مع المحتاج وتساند المكروب بكل ما تستطيع وهي بلاد خير وسلام عكس المعتدي الآثم.
دعونا نتنفس بعمق ونتذكر اليوم الأبيض وما قدمه أبناء الوطن ونستذكر يوم التحرير في 26 فبراير 1991 وما قدمه لنا الأشقاء في منظومة مجلس التعاون الخليجي التي نتمنى أن تعود المحبة والإخاء إلى دوله وشعوبه وكذلك الدول العربية المخلصة الوفية والدول الصديقة التي شاركت بتحرير بلادنا من براثن الغزو العراقي الآثم، لهم منا الامتنان والعرفان على مواقفهم الشجاعة بالوقوف مع الحق الكويتي.
أبدع الشاعر العملاق عبد الله العتيبي في قصيدته “صوت الشهداء”:
يا نجوم هوت فوق أرض الجدود
.. وارتفعتم بها في سماء الخلود
أنتم الأوفياء أيها الشهداء
.. قد وفيتم لها والليالي شهود
**
دالي محمد الخمسان – كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @Bnder22

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى