إقليمي وعالمي
الرئيس الألماني يحذر من إزاحة جرائم النازية من الذاكرة

حذر الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير من إزاحة جرائم النازية من الذاكرة.
وقال شتاينماير اليوم الجمعة خلال تدشين نصب تذكاري لآلاف اليهود وعناصر المقاومة الذين لقوا حتفهم على يد النظام النازي في بيلاروس، إن ألمانيا احتاجت وقتاً طويلاً لاستعادة ذكريات هذه الجرائم والاعتراف بمسؤوليتها تجاهها.
وأضاف شتاينماير خلال تدشين النصب المقام في منطقة مالي تروستينتس، حيث كان أكبر معسكر اعتقال نازي في الاتحاد السوفيتي المحتل من ألمانيا النازية خلال الفترة من عام 1941 حتى عام 1944: “الآن تتضمن المسؤولية الإبقاء على ما حدث هنا ماثلاً في الاذهان. أؤكد لكم أننا سندافع عن هذه المسؤولية ضد الذين يقولون إنها انقضت بمرور الوقت”.
وكان شتاينماير اتهم ساسة في حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني الشعبوي بالإضرار بسمعة ألمانيا عبر تصريحاتهم بشأن ثقافة استعادة الذكريات الألمانية.
وقال شتاينماير في تصريحات لصحيفة “فرانكفورتر ألجماينه تسايتونج” الألمانية الصادرة اليوم الجمعة: “لدي انطباع بأن كل الذين يتحدثون بهذه الطريقة لا يعرفون مطلقاً مدى الضرر الذي لحق بالاحترام والسمعة التي بنتها ألمانيا لدى جيرانها على مدار العقود الماضية، بسبب ذلك”، مضيفاً أن الاستهزاء الذي تنطوي عليه مثل هذه التصريحات لا يمكن احتماله.
وقال شتاينماير: “أنا شخصياً أشعر بالخجل من هذا النوع من التصريحات. أشعر أيضاً بالخجل من المصطلحات التهوينية التي استخدنها ساسة ألمان مؤخراً خلال التحدث عن حقبة النازية”.
وأعرب الرئيس عن قناعته بأن “الغالبية العظمى من الألمان لا يدعمون محاولة محو حقبة النازية من تاريخنا أو التقليل من شأنها”.
يذكر أن رئيس “البديل الألماني” ألكسندر جاولاند أثار استياء بتصريحات ذكر فيها أن هتلر والنازيين كانوا بمثابة “براز طير في التاريخ الألماني الناجح على مدار ألف عام”.
وبعد ذلك اعترف جاولاند بأن هذه التصريحات “أسيء تفسيرها وغير موفقة سياسياً”.
وكان رئيس “البديل الألماني” في ولاية تورينجن، بيورن هوكه، أثار سخطاً أيضاً مطلع عام 2017 بمطالبته بـ”إجراء تغيير شامل لسياسة استعادة الذكريات الألمانية”.
وتقع منطقة مالي تروستينتس على بعد كيلومترات قليلة من العاصمة البيلاروسية مينسك. وبحسب أبحاث حديثة، قُتل خلال الفترة من عام 1942 حتى عام 1944 ما يتراوح بين 40 ألف و60 ألف شخص بالرصاص أو الغاز، من بينهم يهود من جيتو مينسك وآخرون من ألمانيا والنمسا.
وتمت عمليات القتل في غابات بالقرب من أحد معسكرات السخرة هناك.
وشارك في مراسم تدشين النصب التذكاري أيضاً الرئيس النمساوي ألكسندر فان دير بيلن.
تجدر الإشارة إلى أن هذه أول زيارة يقوم بها رئيس ألماني لبيلاروس.