قلم الإرادة

اليوم الموعود

ثمّ جاء اليوم الموعود.. 10/10/1439هـ، يومٌ ستخلّده ذاكرة النساء السعوديات والشعب السعوديّ بشكل عام في ذاكرة السعادة “السلمانيّة”، وفي خطوات التقدّم “المحمّدية” الجبارة.

 

جاء هذا اليوم بعد الكثير من الشد والجذب طيلة هذه السنوات التي شهدت الآراء المعارضة بشدة والمؤيدة بشدة.. لكنّ الرأيَ الوسطيّ جاء حاسماً بقيادة مليكنا ووليّ عهدنا حفظهما الله بحفظه، وحطّت المسألة رحالها بعد رحلة طويلةٍ من الترحال بينَ “لا” وَ “نعم”!

 

لكنني وكامرأةٍ سعودية.. أعتبر هذا الفرح المدوّي بدايةً لأفراح أخرى، وقد قلتُ سابقاً أني لا أجدُ في تمكين المرأةِ من القيادةِ إنجازاً، بل هو حقٌ مسلوبٌ قد أُعيدَ لها، والسعادة من أجله جميلةٌ، لكننا لا ينبغي أن نبالغ فيها.

 

المرأةُ جزءٌ من صناعة الإنجازات.. وجزءٌ من “القيادة” نحو كلّ إنجازٍ قبل تحقيقه، فحين يحتفل المجتمع بقيادة المرأة.. أنتظر أنا احتفالاً أكبر، يتمثل في رؤيتها تشارك في اتخاذ القرار من خلال أدوار فاعلة في المجتمع.. الهيئات والوزارات، إنني لا أحصر السعادة خلفَ مقود.. رغم أنه حلم الجميع، لكنهُ ليس الحلم الأعظم.

 

وكغيري من الناس رأيت الكثير من المنابر الإخبارية العالمية التي احتفلت بهذا اليوم، وكذلك رأيت الكثير من المنابر في منصات التواصل التي سخرت منه، ما جعل سؤالاً يتبادر إلى ذهني: هل الفرحة المبالغة بقيادة المرأة –وكأنها غاية الأحلام- جعلت من الأمر مثار سخرية؟

 

ما أؤمنُ بهِ يقيناً.. هو أنّ الملفّ الذي كانَ يلوي عنُق النقاشات المهمّة في المحافل الدولية من أمرٍ إلى آخرٍ قد أُلغي، لم يعُد هنالك ما يُدعى “مكّنوا المرأةَ في بلادكم أولاً كي تطالبوا بحرّيات الآخرين في بلادهم”، وهذا في رأيي سببٌ لفرحٍ حقيقيٍ أعظم من فرحة المرأةِ السعودية بقيادتها!

 

لقد جاء اليوم الموعود.. 10/10/1439هـ، وأنا كغيري من أبناء هذا الوطن الغالي على قلوبنا، ننتظر تسجيل الأيام التي صُنِعَت بيدِ الحزم “سلمان” ونُفِّذَت بيدِ العزم “محمد”، رجلانِ -بأفعالهما وقراراتهما التي تُتخذ من أجل هذا الوطن- يُجبران كلّ فردٍ أن يغنّي “كلنا سلمان، وكلنا محمد”!

 

**

​سارا علي آل الشيخ – كاتبة في صحيفة الإرادة الإلكترونية

 

Twitter: @saaraali_14

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى