لا لا لا لن نتنازل

يمكن إجمال تعريف قيم التربية الإسلامية بأنها: (صفات إنسانية إيجابية راقية مضبوطة بضوابط الشريعة الإسلامية تؤدي بالمتعلم إلى السلوكيات الإيجابية في المواقف المختلفة التي يتفاعل فيها مع دينه ومجتمعه وأسرته في ضوء معيار ترتضيه الجماعة لتنشئة أبنائها وهو الدين والعرف وأهداف المجتمع، وتصبح هذه القيم تربوية كلما أدت إلى النمو السوي لسلوك المتعلم، وكلما اكتسب بفضل غرسها في ذاته مزيداً من القدرة على التمييز بين الصواب والخطأ، وبين الخير والشر، وبين القبيح و الجميل…
إن المساومة على الانتماء للدين صورةً ومعنى، أو المساومة على الثوابت التي لا تقبل الخلاف والجدل والتي يخضع لها كل زمن، وليست تخضع هي لكل زمن، إن المساومة على مثل هذا لهو خيانة عظمى، وجنون لا عقل معه، وإغماء لا إفاقة فيه؛ إذ أن شرف المرء وشرف المجتمع إنما هو في الانتساب إلى الإسلام، والعمل به، والدعوة إليه، والثبات عليه حتى الممات.
كثير من دعاة الحرية اليوم و التي هي عندهم الانحلال والفجور والخروج عن كل قيم الإسلام وأصوله ينسبون للملتزمين عداوة الحرية على إطلاقها تغطية على انهيار المثل والأخلاق عندهم و تشويها لمن يحاربهم ويقف في وجوههم حقيقة أم من خلال السلوك العام.
أصبحت المفاهيم عندهم أهواء تتحكم بها شهواتهم و نزواتهم الضيقة ..
حريتنا قال الله وقال رسوله حريتنا ألا نقبل إلا بدليل و لا نرفض إلا بدليل حريتنا أن عقولنا تتسع للكون لكن حدوده حدود الله…
أما الوسطية بمفهومها الصحيح الذي تنطلق منها حريتنا صفة من صفات الأمة سلوكا وتفاعلاً وعملاً ومنهج حياة وسطاً بين الأديان وسطا بين العاطفة والعقل وسطا بين العقل والنقل.
الوسطية منهج رباني مبني على اتباع دقيق لما جاء به الشرع عقيدة و شريعة، الوسطية ليست مسلكاً للتساهل والعبث ولا للتشديد والتضيق..
فالوسطية بكل اختصار هي ما قال الله و قال رسوله لأن الله حينما جعلنا أمة وسطا جعلنا وسطا من خلال الإسلام والإسلام ليس إلا قال الله تعالى وقال رسوله الأمين بكل دقة.
لن نقبل أن نخرج عن قيمنا الأسلامية السمحة ونتجاهل عادتنا وتقاليدنا التي تربينا عليها لإرضاء الغرب وأعداء الدين من داخلنا وخارجها.
اللهم احفظ بلادنا وأمتنا من هذا التدنيس.
**
سامي بن أورنس الشعلان – كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @soalshalan
Email: [email protected]