نظرة على الخريف العربي (3)

وكان الدرس الثاني يقول بأنه كلما تطور الحراك المجتمعي السياسي السابق للثورة كانت الثورة أنجح، فالثورة التونسية والمصرية كانتا الأنضج والسبب على الأغلب هو وجود إرث لا بأس به من أحزاب ونقابات ومؤسسات مجتمع مدني وإعلام أكثر حرية من غيره وحراك ثقافي متنوع ووجود مثقفين مستقلين غير مرتبطين بالقوى التقليدية أو بالنظام ولا يقومون بالاستقواء به ضد خصومهم الفكريين.
وكان الدرس الثالث يقول بأن معارضة النظام السياسي يجب أن تكون وطنية عابرة للتقسيمات الموجودة في المجتمع، فالمعارضة البحرينية واجهت مشكلة التقسيم الطائفي للمجتمع ففشلت في اجتذاب الشارع السني الذي يمثل تقريبا نصف سكان البحرين وصارت الثورة الوحيدة التي بعد عام كامل لم تخترق التقسيمات المجتمعية، على حين المعارضة اليمنية واجهت أشكالا من التقسيم الطائفي والجهوي (شمال/جنوب) والمعارضة الليبيبة أيضا تواجه أشكالا من التقسيم المناطقي والقبلي، وتواجه الثورة السورية حاليا أشكال من التقسيم الطائفي، وعلى هذه الثورات مهمة اختراق هذه التقسيمات ومحاولة خلق الإجماع الوطني وبناء الثقة المتبادلة بين التقسيمات المجتمعية المختلفة، رغم إيماننا الكامل بأن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق النظام، ولكننا مدركون مسبقا أن هذه الأنظمة لا تسعى لحل المشاكل المجتمعية هذه بل ربما تشعلها وتستثمرها كي ينشغل الشعب عن مقاومة الظلم والاستبداد بمقاومة بعضه بعضا.
لقد كان عام 2011 هو عام تحرر العقول قبل أن يكون عام تحرير الأوطان، ومعركة تحرير العقول من خرافات الاستبداد هي معركة في غاية الأهمية.
هذه نظره عامه عن الربيع العربي عذرا اقصد الخريف العربي اكبر مؤامره على الوطن العربي خطط لها من قبل عقول خبيثه تريد تدمير قيمنا العربيه الاصيله واشعال نيران الفتنه والكراهيه بيننا للننشغل عن ما يخططون لدمار الاسلام والعرب.
برأيي فأغلب ((الثورات )) العربية هي موجهة وتتم عملية ادارتها من خلف الكواليس عن طريق قوى معاديه للإسلام والعرب ، لقد علمتنا التجارب ان القوى المعاديه مثل ايران وإسرائيل مدعومه بقوى من الغرب غالبا مايكون عملهم خفي وغير معلن ويفضلون الانزواء خلف الكواليس وادارة اللعبة من هناك كونهم لايجيدون العمل تحت الاضواء التي تعريهم وتكشفهم للناس كما انهم غير معتادين على العمل مع الغير ، فهذا الغير دائما مايكون بنظرهم اما جاهل أو كافر يستحق القتل .
إن مشكلتنا مع الإصلاح تتمثل في الطريقة النمطية التي ينتهجها المشرفون عليه. إن الإصلاح يقتضي بالأساس اعتماد مقاربة سهلة و مبسطة في فلسفتها و أسسها، بعيدا عن التعقيدات التقنية التي غالبا ما يعطيها الخبراء الذين يتم الاستنجاد بهم أهمية مبالغ فيها، خصوصا و نحن نعلم أن الإمكانات المادية التي باستطاعتنا رصدها لتنفيذ التدابير الموصى بها تبقى دائما محدودة.
لا نحتاج الى إسقاط نظام أو أزاحه قائد وإنما نحتاج الى وعي معرفي والوقوف خلف قادتنا مع الإصلاح .
نعم نحتاج الى إصلاح وقد يكون هرميا كاملا ولكن يجب تأسيس بنيه تحتيه صلبه مقاومه لكل الاضطرابات ، يجب ان يكون هناك شفافيه تامه بين الحاكم والمحكوم ، يجب وضع الشخص المناسب في المكان المناسب وليس لان لديه صله بينه وبين الحاكم ، قال الله تعالى في محكم تنزيله ( وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ )
نحن أمه تحتكم بكتاب الله العلي القدير وسنه نبيه الكريم لا يجب ان نتنازل عن قيمنا الاسلامية والعربيه لارضاء الغرب.
**
سامي بن أورنس الشعلان – كاتب في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @soalshalan
Email: [email protected]