الأمير الشاب

عندما نتحدث عن الأمير محمد بن سلمان فنحن نتحدث عن تاريخ المملكة.. نتحدث عن ثباته وفرض رؤياه على العالم قاطبة، فقد أحدث في المملكة تاريخاً يعادل تاريخ الدول كلها.. كانت قفزة محكمة، وأي قفزة تلك التي جعلت العالم ينحني احتراماً لهذه الدولة العظيمة.. لقد عزف على جميع الألحان في وقت واحد، اخترق بوصلة الزمن في وقتٍ قياسي ورسم رؤيا واضحة يراها القاصي والداني.
لقد أدخلنا عصراً جديداً أكثر تطوراً مما رسمته مخيلاتنا.. فبدأ بوضع خطط موازية لخطى جميع الأطراف.. فهو يبحث عن الكمال للشعب وأن يصل بنا إلى مجتمع طبيعي خالٍ من المنغصات الموجودة سابقاً.. فجعل للتطرف حداً وللمتحرر حداً.. فهو لم يتركهم دون ضوابط، إذ جعل الوسطية في الأمور هي جوهر رؤيا ٢٠٣٠ وليس أهواء البعض أو تشدد البعض الآخر، فنحنُ بشرٌ ولسنا نُساكاً ونحن مجموعة من الأخلاقيات ولسنا منحلين متحررين.. إذ لا تجتمع الإنسانية والانحلال! فهذه تندرج تحت الرغبات الحيوانية وإن رآها البعض تحرراً وحضارة.. إذ لم تكن ذات قيمة في المجتمعات الأجنبية لتكون لها قيمة في المجتمعات الإسلامية، وفي نهاية المطاف إن تلك المسؤولية التي يحملها الأمير الشاب ليست بالأمر اليسير لكنه
استطاع أن يحملها ويصعد بها إلى أعلى درجات الكمال، فقد تخطى الزمن في فترة قصيرة جداً.. ولكن للأسف البعض يحاول تحويل هذه الرؤيا على حسب هواه وما يخدم بها مصالحه وملذاته.. البعض نظر للرؤيا بأنها انحلال والآخر نظر إليها على أنها اضطهاد.. وهي لم تكن هذا ولا ذاك، بل هي الوسطية حتى نصل للحياة الطبيعية.. أن نكون مجتمعاً كاملاً بأخلاقنا وإنسانيتنا وليس بملذاتنا ورفاهيتنا.. فالحياة لا تسير على عجلة متخلخلة من الداخل ولا مزخرفه من الخارج، بل الصلابة والأصالة هي من يجعلنا في مقدمة الأمم.
ولو لاحظ الجميع تنقله من بريطانيا إلى الأمم المتحدة وهو الذي لم يتنصل من أصالته باسم الحضارة، بل طوى العالم تحت “بشته” وكان السائد والسيّد.. فهو يضرب لنا أكبر مثل أن الشخص يفرض نفسه بتقاليده وأصالته لا بانحلاله.. فكم هنالك أحرار أصبحوا عبيداً لملذاتهم، ولم يتعدّ مقامهم ما تحت أنظارهم، أما القمم فأنت تحتاج حتى تراها لرفع النظر!
**
سارا علي آل الشيخ – كاتبة في صحيفة الإرادة الإلكترونية
Twitter: @saaraali_14